الآخرة على صورة هذه لنشأة لم يشعر بما أشرنا إليه ولما كان الحكم يختلف عرفنا إن المزاج اختلف فهذا الفرق بين حظ الحس والعقل
[الدنيا نوم والموت يقظة]
فقال تعالى ومن آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ ولم يذكر اليقظة وهي من جملة الآيات فذكر المنام دون اليقظة في حال الدنيا فدل على إن اليقظة لا تكون إلا عند الموت وأن الإنسان نائم أبدا ما لم يمت فذكر أنه في منام بالليل والنهار في يقظته ونومه وفي الخبر الناس نيام فإذا ماتو انتبهوا
أ لا ترى أنه لم يأت بالباء في قوله تعالى والنَّهارِ واكتفى بباء الليل ليحقق بهذه المشاركة أنه يريد المنام في حال اليقظة المعتادة فحذفها مما يقوي الوجه الذي أبرزناه في هذه الآية فالمنام هو ما يكون فيه النائم في حال نومه فإذا استيقظ يقول رأيت كذا وكذا فدل إن الإنسان في منام ما دام في هذه النشأة في الدنيا إلى أن يموت فلم يعتبر الحق اليقظة المعتادة عندنا في العموم بل جعل الإنسان في منام في نومه ويقظته كما أوردناه في الخبر النبوي من
قوله صلى الله عليه وسلم الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا
فوصفهم بالنوم في الحياة الدنيا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية