فالإلهام عارض طارئ يزول ويجيء غيره والعلم اللدني ثابت لا يبرح فمنه م يكون في أصل الخلقة والجبلة كعلم الحيوانات والأطفال الصغار ببعض منافعهم ومضارهم فهو علم ضروري لا إلهام وأما قوله وأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ فإنه يريد في أصل نشأتها فطرها الله على ذلك والإلهام هو ما يلهمه العبد من الأمور التي لم يكن يعرفها قبل ذلك والعلم اللدني الذي لا يكون في أصل الخلقة فهو العلم الذي تنتجه الأعمال فيرحم الله بعض عباده بأن يوفقه لعمل صالح فيعمل به فيورثه الله من ذلك علما من لدنه لم يكن يعلمه قبل ذلك ولا يلزم من العلم اللدني أن يكون في مادة والإلهام لا يكون إلا في مواد والعلم يصيب ول بد والإلهام قد يصيب وقد يخطئ فالمصيب منه يسمى علم الإلهام وما يخطئ منه يسمى إلهاما لا علما أي لا علم إلهام والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ [الصفحة 288 من طبعة القاهرة]
(الباب الثامن والخمسون) في معرفة أسرار أهل الإلهام المستدلين ومعرفة علم إلهي فاض على القلب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية