إنما تعطيه حقيقة الممكن فالممكنات أعطت هذه النسب فافهم إن كنت ذا لب ونظر إلهي وكشف رحماني
[مآخذ العلوم: مصادر المعرفة]
وقد قررنا في الباب الذي قبل هذا أن مآخذ العلوم من طرق مختلفة وهي السمع والبصر والشم واللمس والطعم والعقل من حيث ضرورياته وهو ما يدركه بنفسه من غير قوة أخرى ومن حيث فكره الصحيح أيضا مما يرجع إلى طرق الحواس أو الضروريات والبديهيات [الصفحة 220 من طبعة القاهرة]
لا غير فذلك يسمى علما والأمور العارضة الحاصل عنها العلوم أيضا ترجع إلى هذه الأصول لا تنفك عنها وإنما سميت عوارض من أجل أن العادة في إدراك الألوان إن اللمس لا يدركها وإنما يدركها البصر فإذا أدركها الأكمه باللمس وقد رأين ذلك فقد عرض لحاسة اللمس ما ليس من حقيقتها في العادة أن تدركه وكذلك سائر الطرق إذا عرض لها درك ما ليس من شأنها في العادة أن يدرك بها يقال فيه عرض لها
[المعرفة الغير العادية والاقتدار الإلهي]
وإنما فعل الله هذا تنبيها لنا أنه ما ثم حقيقة كما يزعم أهل النظر ل ينفذ فيها الاقتدار الإلهي بل تلك الحقيقة إنما هي بجعل الله لها على تلك الصورة وإنها ما أدركت
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية