محلا لاستوائها فقيل همته عرشية ومقام هذا الشخص باطن الأعراف وهو السور الذي بين أهل السعادة والشقاوة للاعراف رجال سيذكرون وهم الذين لم تقيدهم صفة كأبي يزيد وغيره وإنما كان مقامه باطن الأعراف لأن معرفته رحمانية وهمته عرشية فإن العرش مستوي الرحمن كذلك باطن الأعراف فيه الرحمة كما إن ظاهره فيه العذاب
[الرحمة عرش الذات الإلهية]
فهذا الشخص له رحمة بالموجودات كلها بالعصاة والكفار وغيرهم
قال تعالى لسيد هذا المقام وهو محمد صلى الله عليه وسلم حين دعا على رعل وذكوان وعصية بالعذاب والانتقام فقال عليك بفلان وفلان وذكر ما كان منهم قال الله له إن الله ما بعثك سبابا ولا لعانا ولكن بعثك رحمة
فنهى عن الدعاء عليهم وسبهم وما يكرهون وأنزل الله عز وجل عليه وم أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ فعم العالم أي لترحمهم وتدعوني لهم لا عليهم فيكون عوض قوله لعنهم الله تاب الله عليهم وهداهم كما
قال حين جرحوه اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
يريد من كذبه من غير أهل الكتاب والمقلدة من أهل الكتاب لا غيرهم فلهذ قلنا في حق هذا الشخص صاحب هذا المقام إنه رحيم بالعصاة والكفار فإذا كان حاكما هذا الشخص
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية