وما نهى حملة القرآن عن السفر إلى أرض العدو وإن كان القرآن في أجوافهم محفوظا مثل ما هو في المصحف وذلك لبطونه فيهم ألا ترى النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحجزه شيء عن قراءة القرآن ليس الجنابة لظهور القرآن عند القراءة بالحروف التي ينطق بها التي أخبرنا الحق أنها كلامه تعالى فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله فتلاه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
[الجنب لا يمس المصحف ولا يقرأه]
فلا ينبغي للجنب وهو الغريب عما يستحقه الحق فإن البعد بالحقائق والحدود ما يكون فيه قرب أبدا وبعد المسافة قد يقرب صاحبها من صاحبها الذي يريد قربه فكما لا يكون الرب عبدا كذلك لا يكون العبد ربا لأنه لنفسه هو عبد كما إن الرب [الصفحة 367 من طبعة القاهرة] لذاته هو رب فلا يتصف العبد بشيء من صفات الحق بالمعنى الذي اتصف بها الحق ولا الحق يتصف بما هو حقيقة للعبد فالجنب لا يمس المصحف أبدا بهذا الاعتبار ولا ينبغي أن يقرأه في هذه الحال
[العبد ينبغي أن لا تظهر عليه إلا العبادة المحضة]
وينبغي للعبد أن لا تظهر عليه إلا العبادة المحضة فإنه جنب كله فلا يمس المصحف فإن تخلق فحينئذ تكون يد الحق تمس المصحف فإنه قال عن نفسه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية