فقد أدرك المدرك من لا مثل له عنده فيقيسه عليه وكون ذلك المدرك يقبل لذاته المثل أو لا يقبله حكم آخر زائد على كونه مدركا لا يحتاج إليه في الإدراك إن كنت ذا فطنة
[التوسع الإلهي ونفي المثلية في الأعيان]
بل نقول إن التوسع الإلهي يقتضي أن لا مثل في الأعيان الموجودة وأن المثلية أمر معقول متوهم فإنه لو كانت المثلية صحيحة ما امتاز شيء عن شيء مما يقال هو مثله فذلك الذي امتاز به الشيء عن الشيء هو عين ذلك الشيء وم لم يمتاز به عن غيره فما هو إلا عين واحدة فإن قلت رأيناه مفترقا مفارق ينفصل هذا عن هذا مع كونه يماثله في الحد والحقيقة يقال له أنت الغالط فإن الذي وقع به الانفصال هو المعبر عنه بأنه تلك العين وما لم يقع به الانفصال هو الذي توهمت أنه مثل وهذا من أغمض مسائل هذا الباب فما ثم مثل أصلا ول يقدر على إنكار الأمثال ولكن بالحدود لا غير ولهذا انطلق المثلية من حيث الحقيقة الجامعة المعقولة لا الموجودة فالأمثال معقولة لا موجودة فنقول في الإنسان إنه حيوان ناطق بلا شك وأن زيدا ليس هو عين عمرو من حيث
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية