وكان إله الخلق يأتيك ضعف ما *** أتيت إليه إن تحققته ملك
[ملك الملك: والرابطة الوجودية بين الحق والخلق]
اعلم أيدك الله أن الله يقول ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فإذا علمت هذ علمت إن الله رب كل شيء ومليكه فكل ما سوى الله تعالى مربوب لهذا الرب وملك لهذا الملك الحق سبحانه ولا معنى لكون العالم ملك الله تعالى إلا تصرفه فيه على ما يشاء من غير تحجير وأنه محل تأثير الملك سيده جل علاه فتنوع الحالات التي هو العالم عليها هو تصرف الحق فيه على حكم ما يريده ثم إنه لما رأين الله تعالى يقول كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فأشرك نفسه مع عبده في الوجوب عليه وإن كان هو الذي أوجب على نفسه ما أوجب فكلامه صدق ووعده حق كما يوجب الإنسان بالنذر على نفسه ابتداء ما لم يوجبه الحق عليه فأوجب الله عليه الوفاء بنذره الذي أوجبه على نفسه فأمره بالوفاء بنذره ثم رأيناه تعالى لا يستجيب إلا بعد دعاء العبد إياه كما شرع كما إن العبد لا يكون مجيب للحق حتى يدعوه الحق إلى ما يدعوه إليه قال [الصفحة 183 من طبعة القاهرة] تعالى فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي فصار للعبد والعالم الذي هو ملك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية