ولم يكن شيء أشد تكبرا منها فألزمها الله الصورة الطبيعية دائما في الدنيا وفي البرزخ في النوم وبعد الموت فلا ترى نفسها أبدا مجردة عن المادة وفي الآخرة لا تزال في [الصفحة 276 من طبعة القاهرة]
أجسادها يبعثها الله من صور البرزخ في الأجساد التي أنشأها لها يوم القيامة وبها تدخل الجنة والنار ذلك ليلزمها الضعف الطبيعي فلا تزال فقيرة أبد لا تراها في أوقات غفلتها عن نفسها كيف يكون منها التهجم والإقدام على المقام الإلهي فتدعى الربوبية كفرعون وتقول في غلبة ذلك الحال عليها أنا الله وسبحاني كما قال ذلك بعض العارفين وذلك لغلبة الحال عليه ولهذا لم يصدر مثل هذا اللفظ من رسول ولا نبي ولا ولي كامل في علمه وحضوره ولزومه باب المقام الذي له وأدبه ومراعاة المادة التي هو فيها وبها ظهر
[أفعال العباد وإضافتها إلى الله وإليهم]
فهو ردم ملآن بضعفه وفقره مع شهوده أصله علما وحالا وكشفا وعلمه بأصله ومقام خلافته من وجه آخر لو كان حالا له لأدعى الألوهة فإن الأمر الخارج في النفخ من النافخ له من حكمه بقدر ذلك فلو ادعاه ما ادعى محالا وبذلك القدر الذي فيه من القوة الإلهية التي أظهرها النفخ توجه عليه التكليف فإنه عين المكلف وأضيفت الأفعال إليه وقيل له قل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية