وإذا ذكره من غير أن يقصد الذكر الوارد في القرآن فهو ذاكر لا غير فينقصه من الفضيلة على قدر ما نقصه من القصد ولو كان ذلك الذكر من القرآن غير أنه لم يقصده وقد ثبت أن الأعمال بالنيات وإنما لامرئ ما نوى
فينبغي لك إذا قلت لا إله إلا الله أن تقصد بذلك التهليل الوارد في القرآن مثل قوله تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الله وكذلك التسبيح والتكبير والتحميد وأنت تعلم أن أنفاس الإنسان نفيسة والنفس إذا مضى لا يعود فينبغي لك أن تخرجه في الأنفس والأعز فهذا قد نبهتك على نسبة النورية من الصلاة
[يسر اقتران البرهان بالصدقة، والضياء بالصبر]
وأما اقتران البرهان بالصدقة فهو إن الله تعالى جبل الإنسان على الشح وقال إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً يعني في أصل نشأته إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً وقال ومن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فنسب الشح لنفس الإنسان وأصل ذلك إنه استفاد وجوده من الله ففطر على الاستفادة لا على الإفادة فما تعطي حقيقته أن يتصدق فإذا تصدق كانت صدقته برهانا على أنه قد وقى شح نفسه الذي جبله الله عليه فلذلك قال الصدقة برهان ولما كانت
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية