الأخلاق الإلهية فيكونون مع تحققهم بمعانيها وظهور أحكامها على ظواهرهم من الرحمة بعباد الله والتلطف بهم والإحسان إليهم والتوكل على الله والقيام بحدود الله ويظهرون في العالم أن جميع ما يرى عليهم إن ذلك فعل الله لا فعلهم وبيد الله لا بيدهم وأن المثنى عليه بذلك الفعل إنما ينبغي أن يتعلق ذلك الثناء بفاعله وفاعله هو الله جل جلاله لا نحن فيتبرءون من أفعالهم الحسنة غاية التبري ومن الأوصاف المستحسنة كذلك وكل وصف مذموم شرعا وعرفا يضيفونه إلى أنفسهم أدبا مع الله تعالى وورعا شافيا كما قال الخضر في العيب فَأَرَدْتُ وفي الخير فَأَرادَ رَبُّكَ وكما قال الخليل عليه السلام وإِذ مَرِضْتُ ولم يقل أمرضني وكما قال تعالى في معرض التعليم لنا وما أَصابَكَ من سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ هذا وإن كان الحق في هذا الخبر يحكى قولهم ولكن فيه تنبيه في التعليم وكما قال عليه السلام في دعائه وهو مما يؤيد ما ذهبن إليه في التنبيه في هذه الآية
فقال والخير كله بيديك
فأكد بكل وهي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية