بشرى من الله فقال في عبده يحيى عليه السلام نَبِيًّا من الصَّالِحِينَ وقال في نبيه عيسى عليه السلام وكَهْلًا ومن الصَّالِحِينَ وقال في إبراهيم عليه السلام وإِنَّهُ في الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ من أجل الثلاثة الأمور التي صدرت منه في الدنيا وهي قوله عن زوجته سارة إنها أخته بتأويل وقوله إِنِّي سَقِيمٌ اعتذارا وقوله بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ إقامة حجة فبهذه الثلاثة يعتذر يوم القيامة للناس إذا سألوه أن يسأل ربه فتح باب الشفاعة فلهذا ذكر صلاحه في الآخرة إذ لم يؤاخذه بذلك كما قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وم تَأَخَّرَ وقال عَفَا الله عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ فقدم البشرى قبل العتاب وهذه الآية عندنا بشرى خاصة ما فيها عتاب بل هو استفهام لمن أنصف وأعطى أهل العلم حقهم وأما سليمان وأمثاله عليهم السلام فأخبرنا الحق أنه قال وأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحِينَ وإن كانوا صالحين في نفس الأمر عند الله فهم بين سائل في الصلاح ومشهود له به مع كونه نعتا عبودي لا يليق بالله فما ظنك بالاسم الولي الذي قد تسمى الله به بمعنى الفاعل فينبغي أن لا ينطلق ذلك [الصفحة 231 من طبعة القاهرة] الاسم على العبد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية