قد تدرك العلوم بغير قواها المعتادة فحكمنا على هذه الإدراكات لمدركاته المعتادة بالعادة من أجل المتفرس فينظر صاحب الفراسة في الشخص فيعلم ما يكون منه أو ما خطر له في باطنه أو ما فعل وكذلك الزاجر وأشباهه وإنما جئنا بهذ كله تأنيسا لما نريد أن ننسبه إلى أهل الله من الأنبياء والأولياء فيم يدركونه من العلوم على غير الطرق المعتادة فإذا أدركوها نسبوا إلى تلك الصفة التي أدركوا بها المعلومات فيقولون فلان صاحب نظر أي بالنظر يدرك جميع المعلومات وهذا ذقته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفلان صاحب سمع وفلان صاحب طعم وصاحب نفس وأنفاس يعني الشم وصاحب لمس وفلان صاحب معنى وهذا خارج عن هؤلاء بل هو كما يقال في العامة صاحب فكر صحيح فمن الناس من أعطى النظر إلى آخر القوي على قدر ما أعطى وهو له عادة إذا استمر ذلك عليه لأنه مشتق من العود أي يعود ذلك عليه في كل نظرة أو في كل شم ما ثم غير ذلك
[الأسماء الإلهية والمعارف الصوفية المعرفة]
وكذلك أيضا لتعلم إن الأسماء الإلهية مثل هذا وأن كل اسم يعطي حقيقة خاصة ففي قوته أن يعطي كل واحد من الأسماء الإلهية ما
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية