لأنفسها وإنما هي من حيث ما قصد بها وهو النية في العمل كالمعنى في الكلمة فإن الكلمة ما هي مطلوبة لنفسها وإنما هي لما تضمنته فانظر يا أخي م أدق نظر هؤلاء الرجال وهذا هو المعبر عنه في الطريق بمحاسبة النفس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبو
ولقيت من هؤلاء الرجال اثنين أبو عبد الله بن المجاهد وأبو عبد الله بن قسوم بإشبيلية كان هذا مقامهم وكانوا من أقطاب الرجال النياتيين ولما شرعن في هذا المقام تأسيا بهما وبأصحابهما وامتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجب امتثاله في أمره حاسبوا أنفسكم وكان أشياخنا يحاسبون أنفسهم على ما يتكلمون به وما يفعلونه ويقيدونه في دفتر فإذا كان بعد صلاة العشاء وخلو في بيوتهم حاسبوا أنفسهم وأحضروا دفترهم ونظروا فيما صدر منهم في يومهم من قول وعمل وقابلوا كل عمل بما يستحقه إن استحق استغفارا استغفروا وإن استحق توبة تابوا وإن استحق شكرا شكروا إلى أن يفرغ ما كان منهم في ذلك اليوم وبعد ذلك ينامون فزدنا عليهم في هذا الباب بتقييد الخواطر فكنا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية