من خلفك لاحت لك علوم الصدق ومنازله وأين ينتهي بصاحبه كما قال تعالى في مَقْعَدِ صِدْقٍ إلا أن ذلك صدقهم هو الذي أقعدهم ذلك المقعد عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ فإن الاقتدار يناسب الصدق فإن معناه القوي يقال رمح صدق أي صلب قوي ولما كانت القوة صفة هذا الصادق حيث قوى على نفسه فلم يتزين بما ليس له والتزم الحق في أقواله وأحواله وأفعاله وصدق فيها أقعده الحق عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ أي أطلعه على القوة الإلهية التي أعطته القوة في صدقه الذي كان عليه فإن الملك هو الشديد أيضا فهو مناسب للمقتدر قال قيس بن الحطيم يصف طعنة
ملكت بها كفي فانهرت فتقها *** يرى قائم من دونها ما وراءها
أي شددت كفي بها يقال ملكت العجين إذا شددت عجنه فيحصل لك إذا خالفته في هذا الأمر الذي جاءك به علم تعلق الاقتدار الإلهي بالإيجاد وهي مسألة خلاف بين أهل الحقائق من أصحابنا ويحصل لك علم العصمة والحفظ الإلهي حتى لا يؤثر فيك وهمك ولا غيرك فتكون خالصا لربك وإن جاءك من جهة اليمين فقويت عليه ودفعته
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية