مثل الخلأ امتداد م له طرف *** في غير جسم بوهم فيه تجسيم
[أولية الحق ووجوده وأولية العالم ووجوده]
اعلم أولا أن الله تعالى هو الأول الذي لا أولية لشيء قبله ولا أولية لشيء يكون قائما به أو غير قائم به معه فهو الواحد سبحانه في أوليته فل شيء واجب الوجود لنفسه إلا هو فهو الغني بذاته على الإطلاق عن العالمين قال تعالى فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ بالدليل العقلي والشرعي فوجود العالم لا يخلو ما أن يكون وجوده عن الله لنفسه سبحانه أو لأمر زائد ما هو نفسه إذ لو كان نفسه لم يكن زائدا ولو كان نفسه أيضا لكان مركبا في نفسه وكانت الأولية لذلك الأمر الزائد وقد فرضنا أنه لا أولية لشيء معه ولا قبله فإذا لم يكن ذلك الأمر الزائد نفسه فلا يخلو إما أن يكون وجودا أو لا وجود محال أن يكون لا وجود فإن لا وجود لا يصح أن يكون له أثر إيجاد فيما هو موصوف بأن لا وجود وهو العالم فليس أحدهما بأولى بتأثير الإيجاد من الآخر إذ كلاهم أن لا وجود فإن لا وجود لا أثر له لأنه عدم ومحال أن يكون وجودا فإنه لا يخلو عند ذلك إما أن يكون وجوده لنفسه أو لا يكون محال أن يكون وجوده لنفسه فإنه قد قام الدليل على إحالة أن يكون في الوجود
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية