الأول والمتجلي واحد لا يشك فيه فيكون حكمه فيه حكم الأول ثم تتوالى عليه التجليات باختلاف أحكامها فيه فيعلم عند ذلك أن الأمر ما له نهاية يوقف عنده ويعلم أن الإنية الإلهية ما أدركها وأن الهوية لا يصح أن تتجلى له وأنها روح كل تجل فيزيد حيرة لكن فيها لذة وهي أعظم من حيرة أصحاب الأفكار بما ل يتقارب فإن أصحاب الأفكار ما برحوا بأفكارهم في الأكوان فلهم أن يحارو ويعجزوا وهؤلاء ارتفعوا عن الأكوان وما بقي لهم شهود إلا فيه فهو مشهودهم والأمر بهذه المثابة فكانت حيرتهم باختلاف التجليات أشد من حيرة النظار في معارضات الدلالات عليه
فقوله صلى الله عليه وسلم أو قول من يقول من هذا المقام زدني فيك تحيرا
طلب لتوالي التجليات عليه فهذا الفرق بين حيرة أهل الله وحيرة أهل النظر فصاحب العقل ينشد
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد
وصاحب التجلي ينشد قولنا في ذلك *** وفي كل شيء له آية
تدل على أنه عينه
فبينهما ما بين كلمتيهما
[شطحات الصوفية وموقف الفقهاء وأولى الأمر منها]
فما في الوجود إلا الله ولا يعرف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية