الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() أوضحه اللسن [اللسن]فإن قلت و ما اللسن قلنا ما يقع به الإفصاح الإلهي لآذان العارفين و هي كلمة الحضرة [كلمة الحضرة]فإن قلت و ما كلمة الحضرة قلنا كن و لا يقال كن إلا لذي رؤية ليعلم من يقول له كن على الشهود [الرؤية]فإن قلت و ما الرؤية قلنا المشاهدة بالبصر لا بالبصيرة حيث كان و هو لأصحاب النعت [النعت]فإن قلت و ما النعت قلنا ما طلب النسب العدمية كالأول و لا يعرفه إلا عبيد الصفة [الصفة]فإن قلت و ما الصفة قلنا ما طلب المعنى الوجودي كالعالم و العلم لأهل الحد [الحد]فإن قلت و ما الحد قلنا الفصل بينك و بينه لتعرف من أنت فتعرف أنه هو فتلزم الأدب معه و هو يوم عيدك [العيد]فإن قلت و ما العيد قلنا ما يعود عليك في قلبك من التجلي بعود الأعمال و هو «قوله صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه لا يمل حتى تملوا فطوبى لأهل القدم» [القدم]فإن قلت و ما القدم قلنا ما ثبت للعبد في علم الحق به قال تعالى ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾ [يونس:2] أي سابق عناية عند ربهم في علم اللّٰه و يتميز ذلك في الكرسي [الكرسي]فإن قلت و ما الكرسي قلنا علم الأمر و النهي فإنه «قد ورد في الخبر أن الكرسي موضع القدمين» قدم الأمر و قدم النهي الذي قيده العرش [العرش]فإن قلت و ما العرش قلنا مستوي الأسماء المقيدة و فيه ظهرت صورة المثل من ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و هذا هو المثل الثابت [المثل]فإن قلت و ما المثل قلنا المخلوق على الصورة الإلهية الواردة في «قوله صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه خلق آدم على صورته» و قال تعالى فيه ﴿إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة:30] و هو نائب الحق الظاهر بصورته ﴿وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّمٰاءِ إِلٰهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلٰهٌ﴾ [الزخرف:84] أظهره النائب و مشهد هذا النائب حجاب العزة ليلا يغلط في نفسه [حجاب العزة]فإن قلت و ما حجاب العزة قلنا العمي و الحيرة فإنه المانع من الوصول إلى علم الأمر على ما هو عليه في نفسه و لا يقف على حقيقة هذا الأمر إلا أهل المطلع [المطلع]فإن قلت و ما المطلع قلنا الناظر إلى الكون بعين الحق و من هنالك يعلم ما هو ملك الملك [ملك الملك]فإن قلت و ما هو ملك الملك قلنا هو الحق في مجازاة العبد على ما كان منه مما أمر به و ما لم يؤمر به و يختص بهذا الأمر عالم الملكوت [عالم الملكوت]فإن قلت و ما عالم الملكوت قلنا عالم المعاني و الغيب و الارتقاء إليه من عالم الملك [عالم الملك]فإن قلت و ما عالم الملك قلنا عالم الشهادة و الحرف و بينهما عالم البرزخ [عالم البرزخ]فإن قلت و ما عالم البرزخ قلنا عالم الخيال و يسميه بعض أهل الطريق عالم الجبروت و هكذا هو عندي و يقول فيه أبو طالب صاحب القوت عالم الجبروت هو العالم الذي أشهد العظمة و هم خواص عالم الملكوت و لهم الكمال [الكمال]فإن قلت و ما الكمال قلنا التنزه عن الصفات و آثارها و لا يعرفها إلا الساكن بأرين [أرين]فإن قلت و ما أرين قلنا عبارة عن الاعتدال في قوله ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدىٰ﴾ [ طه:50] فإن أرين موضع خط اعتدال الليل و النهار فاستعاروه و قد ذكره منهم عبد المنعم بن حسان الجلباني في مختصره غاية النجاة له و لقيته و سألته عن ذلك فقال فيه ما شرحناه به و صاحب هذا المقام هو صاحب الرداء [الرداء]فإن قلت و ما الرداء قلنا الظهور بصفات الحق في الكون [الكون]فإن قلت و ما الكون قلنا كل أمر وجودي و هو خلاف الباطل [الباطل]فإن قلت و ما يريد أهل اللّٰه بالباطل قلنا العدم و يقابل الباطل الحق [الحق]فإن قلت و ما الحق عندهم قلنا ما وجب على العبد القيام به من جانب اللّٰه و ما أوجبه الرب للعباد على نفسه إذ كان هو العالم و العلم [العالم و العلم]فإن قلت و ما العالم و العلم قلنا العالم من أشهده اللّٰه الوهته و ذاته و لم يظهر عليه حال و العلم حاله و لكن بشرط أن يفرق بينه و بين المعرفة و العارف [المعرفة و العارف]فإن قلت و ما المعرفة و العارف قلنا من مشهده الرب لا اسم الإلهي غيره فظهرت منه الأحوال و المعرفة حاله و هو من عالم الخلق كما أن العالم من عالم الأمر [عالم الخلق و الامر]فإن قلت و ما عالم الخلق و الأمر و اللّٰه يقول ﴿أَلاٰ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ﴾ [الأعراف:54] قلنا عالم الأمر ما وجد عن اللّٰه لا عند سبب حادث و عالم الخلق ما أوجده اللّٰه عند سبب حادث فالغيب فيه مستور [الغيب]فإن قلت و ما الغيب في اصطلاحكم قلنا الغيب ما ستره الحق عنك منك لا منه و لهذا يشار إليه [الإشارة]فإن قلت و ما الإشارة قلنا الإشارة نداء على رأس البعد يكون في القرب مع حضور الغير و يكون مع البعد في العموم و الخصوص [العموم و الخصوص]فإن قلت و ما العموم و الخصوص عندهم قلنا العموم ما يقع في الصفات من الاشتراك و الخصوص ما يقع به الانفراد و هو أحدية كل شيء و هو لب اللب [لب اللب]فإن قلت و ما لب اللب قلنا مادة النور الإلهي ﴿يَكٰادُ زَيْتُهٰا يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نٰارٌ نُورٌ عَلىٰ نُورٍ﴾ [النور:35] فلب اللب هو قوله ﴿نُورٌ عَلىٰ نُورٍ﴾ [النور:35] [اللب]فإن قلت و ما اللب قلنا ماضين من العلوم عن القلوب المتعلقة بالسوى و هو القشر [القشر]فإن قلت و ما القشر قلنا كل علم يصون عين المحقق من الفساد لما يتجلى له من خلف حجاب الظل [الظن]فإن قلت و ما الظن قلنا وجود الراحة خلف حجاب الضياء [الضياء]فإن قلت و ما الضياء قلنا ما ترى به الأغيار بعين الحق فالظل من أثر الظلمة و الضياء من أثر النور و العين |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |