الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() ما تتحير فيه فلهذا جاءت كلمة لعل و هي كلمة ترج و كل ترج إلهي فهو واقع فلا بد منه فهذا هو الأمر الذي يحديه في النشأة و أما في الأحكام فمعلوم في العلم الرسمي إلى يوم القيامة فإن الرسول ﷺ لما قرر حكم المجتهد لا يزال حكم الشرع ينزل من اللّٰه على قلوب المجتهدين إلى انقضاء الدنيا فقد يحكم اليوم مجتهد في أمر لم يتقدم فيه ذلك الحكم و اقتضاه له دليل هذا لمجتهد من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي فهذا أمر قد حدث في الحكم إذا تعداه المجتهد أو المقلد له ﴿فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ [البقرة:231] فهذا أو أمثاله مما يعطيه هذا الذكر و هذا القدر من الإشارة في هذا الذكر كاف إن شاء اللّٰه فإن هذا الذي يعطيه هذا الذكر فيه تفصيل كثير و تمثيل نبهناك على المأخذ فيه ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] (الباب السادس و العشرون و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله ﴿وَ لَوْ لاٰ أَنْ ثَبَّتْنٰاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً﴾ )إن الركون إلى الأغيار حرمان *** في الدين و هو ركون فيه خسران ناط العذاب به شرع يحققه *** ضعفين قلبي و إيمان و إحسان هذا لمن قد رأى في ذاك مصلحة *** فكيف من حاله زور و بهتان اللّٰه يعلم أني لا أقول به *** و لو تقطع أوصال و أركان و اللّٰه ما كان ذاك الحكم إلا لنا *** كالشك و الشرك يقضي فيه برهان بأن قائله ذو عصمة و له *** على الذي قاله في اللّٰه سلطان أنزل اللّٰه تعالى في مثل هذا بل في هذا ﴿قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ﴾ [الكافرون:1] إلى آخر السورة و هي سورة تعدل ربع القرآن إذا قسم أرباعا كما إن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن إذا قسم أثلاثا كما إن إذا زلزلت تعدل نصف القرآن إذا قسم قسمين [الأعضاء الثمانية المكلفون]اعلم أن هذا الذكر يطلعك كشفا على أعضاء التكليف منك و هي ثمانية أعضاء القلب و السمع و البصر و اللسان و اليد و البطن و الفرج و الرجل و ما ثم تاسع و هي على عدد الجنات الثمانية فيدخل العبد في عبادته من أي أبواب الجنة شاء و إن شاء من الأبواب كلها في الزمن الواحد الفرد كأبي بكر الصديق رضي اللّٰه عنه دخل منها كلها في يوم واحد و كما أنه في كل عضو عمل يخصه فلكل عمل نتيجة تخصه من الكون تسمى كرامة ينتجها حال ذلك العمل تناسب الكرامة العضو المكلف و حال العمل الذي يختص بذلك العضو و يقع في عمل كل عضو تفصيل و له أيضا أعني العمل نتيجة تخصه من الحق تسمى منزلا ينتجه مقام ذلك العمل يناسب ذلك المنزل عند اللّٰه العضو المكلف و تفاصيل المقام الذي يختص بذلك العضو يفصل المنازل على اختلافها و قد بينا ذلك كله في كتاب مواقع النجوم لنا و هو كتاب يقوم للطالب مقام الشيخ يأخذ بيده كلما عثر المريد و يهديه إلى المعرفة إذا هو ضل و تاه و يعرفه مراتب الأنوار من هذا الذكر المقسمة على الأعضاء التي يهتدى بها و هي نور الهلال و القمر و البدر و الكوكب و النار و الشمس و السراج و البرق و ما يكشف بنور كل واحد من هذه الأنوار من الصفات التي تحصر الأسماء الإلهية و الذات كالحياة و العلم و الإرادة و القدرة و الكلام و السمع و البصر و الذات المنعوتة بهذه الصفات فلكل صفة نور من هذه الأنوار و يعرف الموازنات بين الأشياء الموزونة و المناسبات فلا يخفى عليه شيء فإنه نور كله و هو «دعاء النبي ﷺ فقال و اجعلني نورا» و تعرف من هذا الذكر أرباب القوي و هي ثمانية القوي الخمسة الحسية و القوة العاقلة و الفكرة و الخيالية و ما عدا هذه القوي فكالسدنة لهذه الثمانية كما أن هؤلاء الثمانية و إن كانوا أمهات ففيها ما منزلتها من غيرها منزلة السادن و منزلة الإقليد و ما زال التفاضل في الأنواع معلوما و كل ما ذكرناه في مواقع النجوم فإنه بعض ما يعطيه هذا الذكر ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] (الباب السابع و العشرون و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله ﴿وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الآية)لله قوم وفوا بما له خلقوا *** فما مضى طبق إلا بدا طبق |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |