الأسماء التي لم يجر العرف بأن تطلق عليه فتطلق عليه رحمة بها فتجدها مرقومة في اللواء و هو علم شريف كنا قد عزمنا إن نضع فيه كتابا فاقتصرنا منه على جزء صغير سميناه معرفة المدخل إلى الأسماء و الكنايات و هو أسلوب عجيب غريب ما رأيت أحدا نبه عليه من المتقدمين مع معرفتهم به و من علوم هذا المنزل علم الإجمال الذي يعقبه التفصيل من غير تأخير و فيه علم إنزال الكتب من أين تنزل و ما حضرتها من الأسماء الإلهية و هل جميع الكتب المنزلة من حضرة واحدة من الأسماء أو تختلف حضراتها باختلاف سبب نزولها فإن التوراة و إن كتبها اللّٰه بيده فما نزلت للاعجاز عن المعارضة و القرآن نزل معجزا فلا بد أن تختلف حضرة أسماء اللّٰه فيضاف كل كتاب إلى اسمه الخاص به من الأسماء الإلهية و فيه العلم بالحق المخلوق به و هو العدل عند سهل بن عبد اللّٰه و فيه علم أهل الحجب في إعراضهم عن دعوة الحق هل إعراضهم جهل أو عناد و جحد و فيه علم ما يتميز به اللّٰه عمن تدعى فيه الألوهة و ليس فيه خصوص وصف الإله و فيه علم ما آخذ الأدلة للعقل بالقوة الفكرية و فيه علم تأخير الإجابة عند الدعاء ما سبب ذلك و فيه علم صيرورة الولي عدوا ما سببه و فيه علم التفاضل في الفهم عن اللّٰه هل يرجع إلى الاستعداد أو إلى المشيئة و فيه علم الشهادة الإلهية للمشهود له و عليه و اجتماع المشهود له و عليه في الرحمة بعد الأداء و لم يكن الصلح أو لا و لا يحتاج إلى دعوى و إلى شهادة و إذا كان الحق شهيدا فمن الحاكم حتى يشهد عنده فلو حكم بعلمه لم يكن شاهدا و يتعلق بهذا العلم علم الشهادة و مراتب الشهداء و الشهود فيها و هل للحاكم أن يحكم بعلمه أو يترك علمه لشهادة الشهود إذا لم تكن شهادتهم شهادة زور مثل أن تشهد شهود على إن زيدا يستحق على عمرو كذا و كذا درهما و هو عندهم كما شهدوا و كان الحاكم قد علم إن عمرا قد دفع له هذا المستحق بيقين و ليس لزيد شهود إلا علم الحاكم و يعلم الحاكم أن الشهود شهدوا بما علموا و لم يكن لهم علم بأن عمرا قد أوصل إلى زيد ما كانت الشهادة قد وقعت عليه و فيه علم تكذيب الصادق من أين يكذبه من يكذبه مع جواز الإمكان فيما يدعيه في أخباره و فيه علم أسباب ارتفاع الخوف في مواطن الخوف و فيه علم المناسبة في الجزاء الوفاق و هل ما زاد على الجزاء الوفاق يكون جزاء أو يكون هبة و هل الجزاء المؤلم يساوي الجزاء الملذ في الزيادة أم لا تكون الزيادة إلا في جزاء ما يقع به النعيم و أما في الآلام فلا يزيد على الوفاق شيء و قوله تعالى ﴿زِدْنٰاهُمْ عَذٰاباً فَوْقَ الْعَذٰابِ﴾ [النحل:88] لما ذا ترجع هذه الزيادة و قوله ﴿كُلَّمٰا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنٰاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهٰا لِيَذُوقُوا الْعَذٰابَ﴾ [النساء:56] فهل هذه الجلود المجددة هل هي من الجزاء الوفاق أو من الزيادة و قولهم ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النّٰارُ إِلاّٰ أَيّٰاماً مَعْدُودَةً﴾ [البقرة:80] هل لهم في هذا القول وجه يصدقون فيه أم لا وجه لهم و قول اللّٰه في حق هؤلاء ﴿بَلىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحٰاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولٰئِكَ أَصْحٰابُ النّٰارِ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ﴾ [البقرة:81] هل هو معارض لقولهم ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النّٰارُ إِلاّٰ أَيّٰاماً مَعْدُودَةً﴾ [البقرة:80] فإنه ما كل من دخل النار تمسه فإن ملائكة العذاب في النار و هي دارهم و ما تمسهم النار و ما قال اللّٰه بعد قوله ﴿وَ أَحٰاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ﴾ [البقرة:81] فأولئك الذين تمسهم النار و فيه علم نشء بنى آدم و صورته الطبيعية و الروحانية و فيه علم الوصف الذي إذا أقيم العبد فيه تجاوز اللّٰه عنه فيما أساء فيه و فيه علم الحقوق و المستحقين لها و فيه علم الفرق بين العرض و الوقوف فإنه ورد ﴿وَ لَوْ تَرىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلىٰ رَبِّهِمْ﴾ [الأنعام:30] و ورد ﴿يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى(النّٰارِ)﴾ ربهم و ورد ﴿وَ لَوْ تَرىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النّٰارِ﴾ [الأنعام:27] و ورد ﴿وَ يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النّٰارِ﴾ [الأحقاف:20] و هل العرض دخول أم لا و فيه علم المطابقة و هو علم عزيز و فيه علم مضادة الأمثال و فيه علم ما يجب على الرسل مما لا يجب و فيه علم عدم الثقة بالأسباب المعهودة لأمر ما يكون عنها فيظهر عنها خلاف ذلك من أين وقع الغلط للذي وثق بها و فيه علم ما يفنى من الأشياء مما لا يفنى و ما يفنى منها هل يفنى بالذات أم لا و فيه علم كل شيء فيك و منك فلا يطرأ عليك أمر غريب ما هو عندك فلا يكشف لك إلا عنك و هو علم عزيز أيضا ما يعلمه كل أحد من أهل اللّٰه و فيه علم الفرق بين أصناف العالم و فيه علم الاقتداء و فيه علم الزمان الكبير من الزمان الصغير و ظهور الزمان الكبير قصيرا كزمان النعيم و الوصال و ظهور الزمان القصير كبيرا كزمان الآلام و الهجران ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب التاسع و الثلاثون و ثلاثمائة في معرفة منزل جثو لشريعة بين يدي الحقيقة تطلب الاستمداد من الحضرة
المحمدية»
و هو المنزل الذي يظهر فيه اللواء الثاني من ألوية الحمد الذي يتضمن تسعة و تسعين اسما إلهيا»
الحجر من شيم الحدوث فلا تقل *** إني لأجل خلافتي لمسرح