الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() واحدة [الظلمة و النور]فإن قلت و ما الظلمة و النور اللذان عنهما الظل و الضياء قلنا النور كل وارد إلا هي ينفر الكون عن القلب و الظلمة قد يطلقونها على العلم بالذات فإنه لا يكشف معها غيرها و أكثر ما يعلم هذين أرباب الأجساد [الجسد]فإن قلت و ما الجسد قلنا كل روح أو معنى ظهر في صورة جسم نوري أو عنصري حتى يشهده السوي [السوي]فإن قلت و ما السوي هنا قلنا الغير الذي يتعشق بالمنصات [المنصة]فإن قلت و ما المنصة قلنا مجلى الأعراس و هي تجليات روحانية إلية [الإل]فإن قلت و ما الإل قلنا كل اسم إلهي أضيف إلى ملك أو روحاني مثل جبريل و ميكائيل أو عبدئل و بأيديهم الطبع و الختم [الطبع و الختم]فإن قلت و ما الطبع و الختم قلنا الختم علامة الحق على القلوب العارفين و الطبع ما سبق به العلم في حق كل مختص من الإلهيين [الإلهية]فإن قلت و ما الإلهية قلنا كل اسم إلهي يضاف إلى البشر مثل عبد اللّٰه و عبد الرحمن و هم الخارجون عن الرعونة [الرعونة]فإن قلت و ما الرعونة قلنا الوقوف مع الطبع بخلاف أهل الإنية فإنهم وافقون مع الحق [الإنية و أهلها]فإن قلت و ما الإنية قلنا الحقيقة بطريق الإضافة و هم المعتكفون على اللوح المشاهدون للقلم الناظرون في النون المستمدون من الهوية القائلون بالأناية الناطقون بالاتحاد لأجل الجرس [اللوح الهوية النون الاناية القلم الاتحاد الجرس]فإن قلت و ما هذه الألفاظ التي ذكرتها قلنا أما اللوح فمحل التدوين و التسطير المؤجل إلى حد معلوم و أما الهوية فالحقيقية الغيبية و أما النون فعالم الإجمال و أما الإنابة فقولك بك و أما القلم فعلم التفصيل و أما الاتحاد فتصيير الذاتين ذاتا واحدة فأما عبد و إما رب و لا يكون إلا في العدد و في الطبيعة و هو حال و أما الجرس فإجمال الخطاب بضرب من القهر لقوة الوارد و هذا كله لا يناله إلا أهل النوالة [النوالة]فإن قلت و ما النوالة قلنا الخلع التي تخص الأفراد من الرجال و قد تكون الخلع مطلقا و مع هذا فهم في الحجاب [الحجاب]فإن قلت و ما الحجاب قلنا ما ستر مطلوبك عن عينك إذا كان الحجاب مما يلي المخدع [المخدع]فإن قلت و ما المخدع قلنا موضع ستر القطب عن الأفراد الواصلين عند ما يخلع عليهم و هو خزانة الخلع و الخازن هو القطب قال محمد بن قائد الأواني رقيت حتى لم أر أمامي سوى قدم واحدة فغرت فقيل هي قدم نبيك فسكن جأشي و كان من الأفراد و تخيل أن ما فوقه إلا نبيه و لا تقدمه غيره و صدق رضي اللّٰه عنه فإنه ما شاهد سوى طريقه و طريقه فما سلك عليها غير نبيه و قيل له هل رأيت عبد القادر قال ما رأيت عبد القادر في الحضرة فقيل ذلك لعبد القادر قال صدق ابن قائد في قوله فإني كنت في المخدع و من عندي خرجت له النوالة و سماها بعينها فسئل ابن قائد عن النوالة ما صفتها فقال مثل ما قال عبد القادر فكان أحدهما من أهل الخلوة و الآخر من أهل الجلوة [الخلوة و الجلوة]فإن قلت و ما الخلوة و الجلوة قلنا الجلوة خروج العبد من الخلوة بنعوت الحق فيحرق ما أدركه بصره و الخلوة محادثة السر مع الحق حيث لا ملك و لا أحد و هناك يكون الصعق [الصعق]فإن قلت و ما الصعق قلنا الفناء عند التجلي الرباني و هو لأهل الرجاء لأهل الخوف [الرجاء و الخوف]فإن قلت و ما الرجاء و الخوف قلنا الرجاء الطمع في الآجل و الخوف ما تحذر من المكروه في المستأنف و لهذا يجنح إلى التولي و هو رجوعك إليك منه بعد التلقي [التلقي]فإن قلت و ما التلقي قلنا أخذك ما يرد من الحق عليك عند الترقي [الترقي]فإن قلت و ما الترقي قلنا التنقل في الأحوال و المقامات و المعارف نفسا و قلبا و حقا طلبا للتداني [التداني]فإن قلت و ما التداني قلنا معراج المقربين إلى التدلي [التدلي]فإن قلت و ما التدلي قلنا نزول الحق إليهم و نزولهم لمن هو دونهم بسكينة [السكينة]فإن قلت و ما السكينة قلنا ما تجده من الطمأنينة عند تنزل الغيب بالحرف [الحرف]فإن قلت و ما الحرف قلنا ما يخاطبك به الحق من العبارات مثل ما أنزل القرآن على سبعة أحرف و الحرف صورة في السبحة السوداء [السبحة]فإن قلت و ما السبحة قلنا الهباء الذي فتح فيه صور أجسام العالم المنفعل عن الزمردة الخضراء [الزمردة الخضراء]فإن قلت و ما الزمردة الخضراء قلنا النفس المنبعثة عن الدرة البيضاء [الدرة البيضاء]فإن قلت و ما الدرة البيضاء قلنا العقل الأول صاحب علم السمسمة [السمسمة]فإن قلت و ما السمسمة قلنا معرفة دقيقة في غاية الخفاء تدق عن العبارة و لا تدرك بالإشارة مع كونها ثمرة شجرة [الشجرة]فإن قلت و ما هذه الشجرة قلنا الإنسان الكامل مدبر هيكل الغراب [الغراب]فإن قلت و ما الغراب قلنا الجسم الكل الذي ينظر إليه العقاب بوساطة الورقاء [العقاب و الورقاء]فإن قلت و ما العقاب قلنا الروح الإلهي الذي ينفخ الحق منه في الهياكل كأنها أرواحها المحركة لها و المسكنة و الورقاء النفس التي بين الطبيعة و العقل و دون الطبيعة هي العنقاء [العنقاء]فإن قلت و ما العنقاء قلنا الهباء لا موجود و لا معدوم على أنها تتمثل في الواقعة [الواقعة]فإن قلت و ما الواقعة قلنا ما يرد على القلب من العالم العلوي بأي طريق كان من خطاب أو مثال أو غير ذلك على يد الغوث [الغوث]فإن |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |