الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() قلت و ما الغوث قلنا صاحب الزمان و واحدة و قد يكون ما يعطيه على يد الياس [الياس]فإن قلت و ما الياس قلنا عبارة عن القبض و قد يكون ما يعطيه على يد الخضر [الخضر]فإن قلت و ما الخضر قلنا عبارة عن البسط و هذه العطايا من بحر الزوائد [الزوائد]فإن قلت و ما الزوائد قلنا زيادات الايمان بالغيب و اليقين و لها رجال مخصوصون ذكرناهم في أول الباب فإنهم موقنون هم عشرة أشخاص لا يزيدون و لا ينقصون غير أنهم قد يكون منهم نساء يوجدهم الاسم و الرسم [الاسم و الرسم]فإن قلت و ما الاسم و الرسم قلنا الرسم نعت يجري في الأبد بما جرى في الأزل و الاسم الحاكم على حال العبد في الوقت من الأسماء الإلهية عند الوصل [الوصل]فإن قلت و ما الوصل قلنا إدراك الفائت و هو أول الفتوح [الفتوح]فإن قلت و ما الفتوح قلنا فتوح العبارة في الظاهر و فتوح الحلاوة في الباطن و فتوح المكاشفة لتصحيح المطالعة [المطالعة]فإن قلت و ما المطالعة قلنا توقيعات الحق تعالى للعارفين ابتداء و عن سؤال منهم فيما يرجع إلى حوادث الكون و فيها أقول خرج التوقيع لي بالأمان *** و لتحاذر غائلات الأماني ينقضي الدهر و لا شيء منها *** حاصل قد ملكته اليدان فاشتغل بي لا تخالط سواى *** فسواي شأنه غير شأني لا يغرنك عبدي المثاني *** فإنا الثاني و لست بثاني يشتهي من ظل بي مستهاما *** أن يراني أو يرى من رآني و أنا أقرب منه إليه *** فليزل عني حكم المكان فيراني منه فيه بعيني *** أن عين الغير ليست تراني و المطالعة لا تكون إلا لأهل الحرية [الحرية]فإن قلت و ما الحرية قلنا إقامة حقوق العبودية لله تعالى فهو حر عما سوى اللّٰه لأجل الغيرة الإلهية فإن اللّٰه غيور و من غيرته حرم الفواحش : [الغيرة]فإن قلت و ما الغيرة قلنا تطلق في الطريق بإزاء ثلاثة معان غيرة في الحق لتعدي الحدود و غيرة تطلق بإزاء كتمان الأسرار و السرائر و غيرة الحق ضنته على أوليائه و هم الضنائن أصحاب الهمم [الهمم]فإن قلت و ما الهمة قلنا تطلق بإزاء تجريد القلب للمنى و بإزاء أول صدق المريد و بإزاء جمع الهمم بصفاء الإلهام هذا عند أهل الغربة [الغربة]فإن قلت و ما الغربة قلنا مفارقة الوطن في طلب المقصود و غربة عن الحال من حقيقة النفوذ فيه و غربة عن الحق من الدهش عن المعرفة لحكم الاصطلام [الاصطلام]فإن قلت و ما الاصطلام قلنا نعت و له يرد على القلب فيسكن تحت سلطانه حذر المكر [المكر]فإن قلت و ما المكر قلنا إرداف النعم مع المخالفة و قد رأيناه في أشخاص و إبقاء الحال مع سوء الأدب و هو الغالب على أهل العراق و ما نجا منه في علمنا إلا أبو السعود بن الشبل سيد وقته و إظهار الآيات و الكرامات من غير أمر و لا حد و هي عندنا خرق عوائد لا كرامات إلا أن يقصد بها المتحدث التحدث بالنعم و لكن تمنع العارفين من مثل هذا الرهبة [الرهبة]فإن قلت و ما الرهبة قلنا رهبة الظاهر لتحقيق الوعيد و رهبة الباطن لتقلب العلم و رهبة لتحقيق أمر السبق و لكن بعد سبق الرغبة [الرغبة]فإن قلت و ما الرغبة قلنا رغبة النفس في الثواب و رغبة القلب في الحقيقة و رغبة السر في الحق و هو مقام التمكين [التمكين]فإن قلت و ما التمكين قلنا عندنا هو التمكن في التكوين و عند الجماعة حال أهل الوصول و عدلنا نحن فيه إلى ما قلناه لقوله تعالى ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن:29] و عدلت الجماعة إلى قوله تعالى ﴿إِنَّ اللّٰهَ يُمْسِكُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولاٰ﴾ [فاطر:41] و هذه الآية أيضا تعضدنا فيما ذهبنا إليه فالتمكين في التلوين أولى [التلوين]فإن قلت فما التلوين قلنا تنقل العبد في أحواله و هو عند الأكثرين مقام ناقص و عندنا هو أكمل المقامات لأنه موضع التشبه بالمطلوب للإنسان و سببه الهجوم [الهجوم]فإن قلت و ما الهجوم قلنا ما يرد على القلب بقوة الوقت من غير تصنع منك عقيب البوادة [البوادة]فإن قلت و ما البوادة قلنا ما يفجأ القلب من الغيب على سبيل الوهلة إما موجب فرح أو موجب ترح و لكن مع كونها بواده لا بد أن يتقدمها لوامع [اللوامع]فإن قلت و ما اللوامع قلنا ما ثبت من أنوار التجلي وقتين و قريب من ذلك بعد الطوالع [الطوالع]فإن قلت و ما الطوالع قلنا أنوار التوحيد تطلع على قلوب أهل المعرفة فتطمس سائر الأنوار عند ما تحكم على الأسرار اللوائح [اللوائح]فإن قلت و ما اللوائح قلنا ما يلوح للاسرار الظاهرة من السمو من حال إلى حال هذا عند القوم و عندنا هي ما يلوح للبصر إذا لم |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |