الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() يتقيد بالجارحة من الأنوار الذاتية لا من جهة السلب و هي من أحوال أهل المسامرة [السمر]فإن قلت و ما السمر قلنا خطاب الحق للعارفين من عالم الأسرار و الغيوب ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلىٰ قَلْبِكَ﴾ و هو خصوص في المحادثة [المحادثة]فإن قلت و ما المحادثة قلنا خطاب الحق للعارفين من عباده من عالم الملك كالنداء من الشجرة لموسى و هو فرع عن المشاهدة [المشاهدة]فإن قلت و ما المشاهدة قلنا رؤية الأشياء بدلائل التوحيد و تكون أيضا رؤية الحق في الأشياء و تكون أيضا حقيقة اليقين من غير شك و هي تتلو المكاشفة و قد قيل تتلوها المكاشفة [المكاشفة]فإن قلت و ما المكاشفة قلنا تحقيق الأمانة بالفهم و تحقيق زيادة الحال و تحقيق الإشارة التي تعطيها المحاضرة [المحاضرة]فإن قلت و ما المحاضرة قلنا حضور القلب بتواتر البرهان و عندنا مجاراة الأسماء بينها بما هي عليه من الحقائق في وقت التخلي [التخلي]فإن قلت و ما التخلي قلنا اختيار الخلوة و الإعراض عن كل ما يشغل عن الحق طلب التجلي بالجيم [التجلي]فإن قلت و ما التجلي قلنا ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب بعد الستر [الستر]فإن قلت و ما لستر قلنا كل ما سترك عن ما يغنيك و قيل هو غطاء الكون و قد يكون الوقوف مع العادات و قد يكون الوقوف مع نتائج الأعمال ما لم يغلب سلطان المحق [المحق]فإن قلت و ما المحق قلنا فناؤك في عينه بعد تحكم السحق [السحق]فإن قلت و ما السحق قلنا تفرق تركيبك تحت القهر لأجل الزاجر [الزاجر]فإن قلت و ما الزاجر قلنا واعظ الحق في قلب المؤمن و هو الداعي بحكم الزمان [الزمان]فإن قلت و ما الزمان قلنا السلطان فإنه قد يحول بينك و بين الذهاب [الذهاب]فإن قلت و ما الذهاب قلنا غيبة القلب عن حس كل محسوس بمشاهدة محبوبه كان المحبوب ما كان قبل الفصل [الفصل]فإن قلت و ما الفصل قلنا فوت ما ترجوه من محبوبك و هو عندنا تميزك عنه بعد حال الاتحاد الذي هو نتيجة المجاهدة [المجاهدة]فإن قلت و ما المجاهدة قلنا حمل النفس على المشاق البدنية و مخالفة الهوى على كل حال و لكن لا يتمكن له مخالفة الهوى إلا بعد الرياضة [الرياضة]فإن قلت و ما الرياضة قلنا رياضة الأدب و هو الخروج عن طبع النفس و رياضة الطلب و هي صحة المراد به و بالجملة فهي عبارة عن تهذيب الأخلاق النفسية و ذلك عن علة [العلة]فإن قلت و ما العلة قلنا تنبيه الحق لعبده بسبب و بغير سبب و هو من عين اللطف و تسميه أهل الطريق اللطيفة [اللطيفة]فإن قلت و ما اللطيفة قلنا كل إشارة دقيقة المعنى تلوح في الفهم لا تسعها العبارة و هي المؤدية إلى التفريد و قد يطلقون اللطيفة على حقيقة الإنسان [التفريد]فإن قلت و ما التفريد قلنا وقوفك بالحق معك و من شرطه التجريد [التجريد]فإن قلت و ما لتجريد قلنا إماطة السوي و الكون عن القلب و السر من أجل حكم الفترة [الفترة]فإن قلت و ما الفترة قلنا خمود نار البداية المحرقة و هي حالة تشبه حالة الوقفة التي للواقفين [الوقفة]فإن قلت و ما الوقفة قلنا الحبس بين المقامين مع العصمة من الوله [الوله]فإن قلت و ما الوله قلنا إفراط الوجد بمشاهدة السر [السر]فإن قلت و ما السر قلنا سر العلم بإزاء حقيقة العالم به و سر الحال بإزاء معرفة مراد اللّٰه فيه و سر الحقيقة بإزاء ما يقع به الإشارة من الروح [الروح]فإن قلت و ما الروح قلنا الملقي إلى القلب علم الغيب على وجه مخصوص يتلقاه منه النفس [النفس]فإن قلت و ما النفس قلنا ما كان معلوما من أوصاف العبد بحكم الشاهد [الشاهد]فإن قلت و ما الشاهد قلنا ما تعطيه المشاهدة من الأثر في قلب المشاهد و هو على صورة ما يضبطه القلب من رؤية المشهود و على الشاهد يرد لوارد [الوارد]فإن قلت و ما الوارد قلنا ما يرد على القلب من الخواطر المحمودة من غير تعمل و كل ما يرد على القلب من كل اسم إلهي و هو الذي يعطي أحيانا حق اليقين [حق اليقين]فإن قلت و ما حق اليقين قلنا ما حصل من العلم بالعلة و لكن بعد عين اليقين [عين اليقين]فإن قلت و ما عين اليقين قلت ما أعطته المشاهدة و الكشف ابتداء و بعد علم اليقين [علم اليقين]فإن قلت و ما علم اليقين قلنا ما أعطاه الدليل الذي لا يحتمل الشبه الواردة من الخاطر [الخاطر]فإن قلت و ما الخاطر قلنا ما يرد على القلب و الضمير من الخطاب ربانيا كان أو غير رباني و لكن من غير إقامة فإن أقام فهو حديث نفس فصاحبه مفتقر إلى النفس [النفس]فإن قلت و ما النفس قلنا روح يسلطه اللّٰه على نار القلب ليطفئ شررها لأجل سلطان الحقيقة [الحقيقة]فإن قلت و ما الحقيقة قلنا سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه بأنه الفاعل بك فيك منك لا أنت ﴿مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّٰ هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا﴾ فكأنه حال البعد [البعد]فإن قلت و ما البعد قلنا الإقامة على المخالفات و قد يكون البعد منك و تختلف باختلاف الأحوال فيدل على ما يعطيه قرائن الأحوال و كذلك القرب [القرب]فإن قلت و ما القرب قلنا القيام بالطاعة و قد يطلق على حقيقة قاب قوسين و هو قدر الخط الذي يقسم قطري الدائرة فيشقها بقسمين و هو غاية القرب المشهود و لا يدركه إلا صاحب إثبات لا صاحب محو [المحو و الإثبات]فإن |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |