الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)فيا ليت شعري ما وراء هذا الباب من عرف أن الطبيعة بالرتبة فوق الجنة عرف أن لله في جعلها هناك الطول و المنة لو لا ما هي فوقها في المنزلة لكانت الإعادة في الأجسام يوم القيامة من المسائل المشكلة من وقف مع اللوح و القلم انحجب عن الطبيعة و التزم و من جالس الأرواح المهيمة غابت عنه أمور الأجسام المحكمة من هيأ روحه لترويح النفس لم يدر ما صلصلة الجرس حكم لطبيعة تحت النفس و أكثر النظار من ذلك في لبس من المحال أن يمنع الإنسان عن العلم بالطبيعة مانع و هو للعالم برنامج جامع كيف يجهل الشيء نفسه و يزعم أنه يعرف أصله و أسه كيف يخرج عن جنسه من تقيد بيومه و أمسه [سر كشف الغطاء بالعطاء]و من ذلك سر كشف الغطاء بالعطاء من الباب 69 الشكر سبب مزيد الآلاء و تضاعف النعماء و عصمة من تأثير الأسماء بالأسواء بالجود ظهر الوجود و الكرم سبب ارتفاع الهمم و بالإيثار تحمد الآثار و بالعطاء يكون كشف الغطاء و بالهبات تمحى السيئات الأنعام من الأنعام تحمل الأثقال و الرحال و عليها تمتطي الرجال ﴿إِلىٰ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بٰالِغِيهِ إِلاّٰ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ﴾ [النحل:7] مع نزولها عن المقام الأقدس و من أعجب ما يكون أن الوضوء من أكل لحومها مسنون لشربها من بئر شطون العطاء يرد الوعر وطاء الرفادة أعظم عباده الرجعة في الهبة مثلبة و إمضاؤها منقبة و المواهب من أحمد مناقب الواهب الجود جود و هو لأهل الوجود أعطى كل شيء خلقه حين أعطى المركب و سقه من أسهره وعد النيل طال عليه الليل في كشف الغطاء ارتفاع الضرر و احتداد البصر فتوهب قدر ما يرى و ليس هذا حديث يفتري إن كل الصيد في جوف الفرا و بهذا المثل جرى يشهد للمؤذن مدى صوته و لكن بعد موته زكاة الخبوب في الحبوب و زكاة الأعيان في الحيوان و زكاة عموم الطلب في الفضة و الذهب عمت العطايا و العدات جميع المولدات أعطت الشمس الذهب و لو لا غروبها ما ذهب و من أعطاك مالك فما خيب آمالك و قد أعطاك ما وجبت المروءة عليه فاصرف النظر فيه و إليه و من أعطاك ما له فقد جاد و أنعم و هو ما زاد على الحاجة فاعلم الأرزاق إرفاق بالقصد لا بالاتفاق الإنفاق يزيل الإملاق لا ينزل الساري عن ظهر البراق حتى يجوز السبع الطباق و لا يعطي و الإرفاق إلا لمعرفته بالرزاق [سر العهد في الزيارة و القصد]و من ذلك سر العهد في الزيارة و القصد من الباب الموفي 70 لو لا قصد الزيارة ما جاءت الرسل و لا مهدت السبل و لا بد من رسالة و رسول فلا بد من سبيل و هو صاحب العهد و العقد ف ﴿لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ﴾ [الروم:4] ما جاء من جاء من عند المالك ليعرف ما هنالك و هنالك مجهول غير معقول بل أحالته بعض العقول و لا يوجد في منقول و لكن رد النقل ما دل على إحالته العقل فثبت المقر و جعل إليه المفر ﴿كَلاّٰ لاٰ وَزَرَ﴾ [القيامة:11] إلى ربك المستقر عين المناسك للناسك و كثرها لا لتماسك و أوضح المسالك للسالك و أمر كل قاصد إليه و آت بتعظيم الشعائر و الحرمات و جعل البدن ﴿مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ﴾ [الحج:36] عند كل حليم أواه و لم يكن المقصود منها إلا أنتم بقوله تعالى ﴿لَنْ يَنٰالَ اللّٰهَ لُحُومُهٰا وَ لاٰ دِمٰاؤُهٰا وَ لٰكِنْ يَنٰالُهُ التَّقْوىٰ مِنْكُمْ﴾ [الحج:37] و ما كثر تعالى المناسك إلا لا لتماسك فإنه أمرك بمعرفته و الاتصاف بصفته فلله حج إلى عبده لصدق وعده و جعل فيه مناسك معدودة و شرائع محدودة فقال ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] من الأحوال كما أمركم أن تكونوا معه فيما شرع لكم من الأعمال و أمركم برمي الجمرة لترجعوا إلى التوحيد من الكثرة في عين الكثرة و جعلها في أربعة أيام لكل طبيعة يوم لتحوز درجة الكمال و التمام و جعلها محصورة في السبعين لأنها الأغلب في انتهاء عمر الأمة المحمدية من الستين و اختصها بسبعة في عشرة ليقوم من ضربها السبعون فكانت السبعة لها عشرا لكونها عشرا و جعل ذلك في ثلاثة أماكن بمنى لما حازته النشأة الإنسانية من حس و عقل و خيال فبلغت المنى فإن قيدها العقل و الحس أطلقها الخيال لما في قوته من الانفعال فهو أشبه شيء بالصورة و له من السور أعظم سورة ثم شرع الحلق لظهور الحق بذهاب الخلق فإنه شعور مجمل فازالته بوضوح العلم أجمل و شرع الوقوف بجمع حتى لا يدخل القرب صدع و جعل الوقوف بعرفة لأن لوقوف عند المعرفة و جعل لوفده أيام منى مأدبه لما ما له في طريقه من المشقة و المسغبة فإنه بالأصالة مسكين ذو متربة و كان طواف الصدر لما صدر و طواف القدوم للورود و الوداع لرحلة الوفود [سر العدد المكسور لاستخراج خفايا الأمور]و من ذلك سر العدد المكسور لاستخراج خفايا |
|
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |