﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] من الأحوال كما أمركم أن تكونوا معه فيما شرع لكم من الأعمال و أمركم برمي الجمرة لترجعوا إلى التوحيد من الكثرة في عين الكثرة و جعلها في أربعة أيام لكل طبيعة يوم لتحوز درجة الكمال و التمام و جعلها محصورة في السبعين لأنها الأغلب في انتهاء عمر الأمة المحمدية من الستين و اختصها بسبعة في عشرة ليقوم من ضربها السبعون فكانت السبعة لها عشرا لكونها عشرا و جعل ذلك في ثلاثة أماكن بمنى لما حازته النشأة الإنسانية من حس و عقل و خيال فبلغت المنى فإن قيدها العقل و الحس أطلقها الخيال لما في قوته من الانفعال فهو أشبه شيء بالصورة و له من السور أعظم سورة ثم شرع الحلق لظهور الحق بذهاب الخلق فإنه شعور مجمل فازالته بوضوح العلم أجمل و شرع الوقوف بجمع حتى لا يدخل القرب صدع و جعل الوقوف بعرفة لأن لوقوف عند المعرفة و جعل لوفده أيام منى مأدبه لما ما له في طريقه من المشقة و المسغبة فإنه بالأصالة مسكين ذو متربة و كان طواف الصدر لما صدر و طواف القدوم للورود و الوداع لرحلة الوفود
[سر العدد المكسور لاستخراج خفايا الأمور]
و من ذلك سر العدد المكسور لاستخراج خفايا الأمور من الباب الأحد و السبعين 71 العدد المسكر هو المعدود و لا سيما إن اتصف بالوجود و أخذته الحدود العدد له أحدية الكثرة التي لا نهاية لها يوقف عندها و أما استخراج خفيات الأمور بالعدد المكسور فذلك من حيث المعدود الداخل في الوجود و ما يدخله من التقسيم و هو عين العدد المفهوم و به يخرج ما خفي من العلم بالله المنزه عن الأشباه و لا أخفى من العلم به فانتبه إن كنت تنتبه و إنما قلنا في المعدود الحاصل في الوجود إنه عين العدد المكسور لأنا اقتطعناه مما لا ينتهي من الممكنات و عبرنا عن هذا القدر بالمحدثات فهو جزء من كل لا إحاطة فيه و لا حصر و لا إحصاء و لو بالغت في الاستقصاء و ما يحصى منه إلا الموجود و هو المعدود
[سر الرجعة من منزل الرفعة]
و من ذلك سر الرجعة من منزل الرفعة من الباب 72 من علامات صدق التوجه إلى اللّٰه الفرار عن الخلق و من علامات صدق الفرار عن الخلق وجود الحق و من كمال وجود الحق الرجوع إلى الخلق إما بالإرشاد و إما بكونه عين الحق فسمه خلقا بوجه و حقا بوجه كما يقوله أهل الوجه فإن الوجه له البقاء و هو الذات التي لها الاعتلاء و قد جاء الإعلام في أصدق القول و الكلام
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية