الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() إلى أقربها إلى الحق فاعتمد عليه و أقربها إلى الحق من يسرع إليه الذهاب و الزوال فيبقى الحق الذي هو المطلوب [أخبار الأنبياء مسامرة الأولياء]و من ذلك أخبار الأنبياء مسامرة الأولياء من الباب 364 قال إذ و لا بد من الحديث فلا تتحدث إلا بنعمة ربك و أعظم النعم ما أعطيت الأنبياء و الرسل فبنعمهم تحدث و قال الولي الله فلا تجالس غيره و لا نتحدث إلا معه فإنه يسمع عباده فاسمع اللّٰه فإنك إن أسمعت غيره فقد أسأت الأدب معه أ لا ترى إلى الإنسان إذا أقبل على كلامه جليسه فاسمع غيره أخجله و إذا أخجله لم يا من غائلته و أهون غائلته أن يقطع به في الموضع الذي يحتاج إليه فيه و قال مجالسة الرسل بالاتباع و مجالسة الحق بالإصغاء إلى ما يقول فإنه المتكلم الذي لا يجوز عليه السكوت فكن سامعا لا متكلما [من يتوقى الضرر ليس من البشر]و من ذلك من يتوقى الضرر ليس من البشر من الباب 365 قال البشر كل من باشر و ما ثم إلا من باشر فما ثم إلا بشر و ما ثم إلا من يتوقى الضرر مما «روينا أن جبريل و ميكائيل عليه السّلام بكيا فأوحى اللّٰه إليهما ما شأنكما تبكيان فقالا لا نأمن مكرك قال كذلك فكونا لا تأمنا مكري» و قال كل ما سوى اللّٰه معلول و المعلول مريض فملازمة الطبيب فرض لازم و قال ﴿كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعىٰ إِلىٰ كِتٰابِهَا﴾ [الجاثية:28] لتقرأه حيث هو فاجعل كتابك في عليين فإن جعلته في سجين فاختمه بالتوحيد و قال اتخذ اللّٰه وقاية بأن تكون له هنا وقاية فإنك إن اتقى بك في الدنيا اتقيت به في الأخرى و قال يا ولى ما خلق اللّٰه أكمل من الإنسان فلا ترض بالدون و اطلب معالي الأمور و ما ثم أعلى من العلم بالله فلا تشغل نفسك بغير البحث فيه و الأخذ منه و ميزه في الخلق بترك العلامة فإنها علامة [منازل الأنبياء عليه السّلام من ظلل الغمام]و من ذلك منازل الأنبياء عليه السّلام من ظلل الغمام من الباب 366 قال لا تغفل عن مشاهدة الغمام فإنه مذكر كل مؤمن بربه و قال إذا كان الحق على قدر ما جاء العلماء به فاعتمد على الحق الذي جاءت الرسل بنعته و إياك و الفكر فيه فإنه مزلة قدم قف عند ظاهر ما جاءت به من غير تأويل فإن الرسل ما تنطق ﴿عَنِ الْهَوىٰ إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ﴾ علمهم شديد القوي و «قال الخلق عيال اللّٰه» و أكرم العيال عند رب البيت صاحبة البيت و ليس إلا الرسل و من ورثهم على مدرجتهم فالورثة كالسراري لرب البيت فهن و إن كن سراري فقد اشتركن مع الحرائر في الأسرة و الأسرار و الإماء إلى الأصل أقرب [ما بين الشبهة و البرهان من الفرقان]و من ذلك ما بين الشبهة و البرهان من الفرقان من الباب 367 قال إياك أن تتخدع فإن الشبه ما تظهر إلا بصور البراهين و هي أقرب إلى الأفهام بالأوهام من الأدلة و قال احذر من القرآن إلا أن تقرأه فرقانا فإن اللّٰه ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً﴾ [البقرة:26] أي يحيرهم ﴿وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً﴾ [البقرة:26] أي يرزقهم الفهم فيه بما هو عليه من البيان ﴿وَ مٰا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفٰاسِقِينَ﴾ [البقرة:26] و هم الذين خرجوا عن حدوده و رسومه و قال أنت أنت و هو هو فاحذر أن تقول كما قال العاشق أنا من أهوى و من أهوى أنا فهل قدر على أن يرد العين واحدة و اللّٰه ما استطاع فإن الجهل لا يستطاع فأتى بذكره و ذكر من يهوى ففرق و اعتقد الفرقان تكن من أهل البرهان لا بل من أهل الكشف و العيان قد علمت إن ثم غطاء يكشف و قد آمنت به فلا تغالط نفسك بأن تقول أنا هو و هو أنا [توالى الأنوار على قلوب الأحرار]و من ذلك توالى الأنوار على قلوب الأحرار من الباب 368 أول نور ظهر الكوكب ثم تنكب و تلاه القمر فما أثر فلما بدت الشمس أزالت ما في النفس و كانت هذه الأنوار عين الدليل في حق إبراهيم الخليل ع من نظر الحق إلى سره *** أناله العز على غيره فليشكر اللّٰه على قدر ما *** أعطاه رب الخير من خيره إذا دعاه الحق من كونه *** أقبل نحو الحق من فوره لا يتأنى و ليقف عارفا *** بقدره المعلوم في طوره إله إبراهيم أعطى الذي *** أراد إبراهيم في صوره أطياره فنال مطلوبه *** بما أتى الأنباء في طيره فنور ما في الروح من نوره *** و نور ما في الجسم من نوره إن خصك اللّٰه به فاستعذ *** من حوره القاضي على كوره |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |