الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)من قال لا ضير لما قد رأى *** من انقلاب الأمر في ضيره ما فلك دار على قطبه *** إلا أتى بالكون في دوره لله من قاض و من عادل *** قد أمن الأقوام من جوره و فضله عم و لا صارف *** في كوره الأعلى و في حوره [ما يعطي البقاء في دار السعادة و الشقاء]و من ذلك ما يعطي البقاء في دار السعادة و الشقاء من الباب 369 قال من تلا المحامد و لم يكن عين ما يتلوه منها فليس بتال و كذلك من تلا المذام و كان عين ما يتلوه منها فليس بتال فما نزل القرآن إلا للبيان و قال كن أنت المخاطب في خطاب الحق بسمعك لا بسمع الحق فإنه لا يأمر نفسه و لا ينهاها و قال لا تحزن على ما يفوتك من جنة الميراث فإنه ما فيها تقصير و إنما ينبغي لك أن تحزن على ما يفوتك من جنة الأعمال و قال لا تعتمد إلا على جنة الاختصاص فإنها مثل التوفيق للأعمال الصالحة في هذه الدار لا تنال إلا بالعناية لا بالاكتساب و قال كل مما يليك إذا كان الطعام واحدا فإن اختلف فكل من حيث شئت و ذلك أن العقائد مختلفة و المطلوب بها واحد فإن نظرت إليهم من حيث أحدية المطلوب فأثبت على ما عندك و هو الأكل مما يليك و إن نظرت إليهم من حيثهم فكل من حيث شئت فإنك مصيب [سجود القلب و الجسد هل ينقطع أو هو إلى الأبد]و من ذلك سجود القلب و الجسد هل ينقطع أو هو إلى الأبد من الباب 370 قال ما عرفنا نقص سهل إلا من سجود قلبه و ما أخبر أنه رآه ساجدا فرآه على ما كان عليه و إنما أخبره أنه يسجد و لا سجود إلا من قيام أو جلوس و لا قيام للكون فإن القيومية لله و قال لكل اسم إلهي تجل فلا بد أن يسجد له القلب فلا يزال يتقلب من سجود إلى سجود و بهذا سمي قلب العارف قلبا بخلاف قلوب العامة لاختلاف تقلباتها فيما يخطر لها من أحوال الدنيا و تلك بعينها هي عند العارف أسماء إلهية فانظر إلى ما بين المنزلتين كيف يرتقي هذا بعين ما ينحط به هذا ﴿ذٰلِكَ هُوَ الْخُسْرٰانُ الْمُبِينُ﴾ [الحج:11] و قال ما وقع ما وقع إلا من تعشق كل نفس بما هي عليه و لذلك قال ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمٰا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون:53] فلو تبين لكل حزب ما له و ما له لفرح من ينبغي له أن يفرح و حزن من ينبغي له أن يحزن و قال لو خرجوا من العمرة إلى ما كانوا عليه أول مرة في قولهم بلى لسعدوا [التقسيم في الكلام الحادث و القديم]و من ذلك التقسيم في الكلام الحادث و القديم من الباب 371 قال كلام الحادث محدث و كلام اللّٰه له الحدوث و القدم فله عموم الصفة فإن له الإحاطة و لنا التقييد و قال لا يضاف الحدوث إلى كلام اللّٰه إلا إذا كتبه الحادث أو تلاه و لا يضاف القدم إلى كلام الحادث إلا إذا تكلم به اللّٰه عند من أسمعه كلامه كموسى عليه السّلام و من شاء اللّٰه من عباده في الدنيا و الآخرة و أهل السعادة و أهل الشقاء يقول اللّٰه لأهل جهنم في جهنم ﴿اِخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون:108] و قال من سمع كلام اللّٰه من اللّٰه استفاد و من سمعه من المحدث ربما عاند و ربما قبل بحسب ما يوفق له و قال العجب كل العجب من قذف الحق على الباطل و الباطل عدم فما وقع على شيء فلمن دمغ بقذفه و لا عين له في الوجود و لو كان له وجود لكان حقا فهذا من أعجب ما سمعته الآذان من أصحاب القلوب [ما يعطي خطاب الجود و السماحة من الراحة]و من ذلك ما يعطي خطاب الجود و السماحة من الراحة من الباب 372 قال إن كان العماء كالعرش فالخطاب باق «من السائل الذي سأل رسول اللّٰه ﷺ أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق فقال ﷺ كان في عما ما فوقه هواء و ما تحته هواء» فإن قصد السائل بالخلق كل ما سوى اللّٰه فما هو العماء و هذه مسألة خفية جدا و قال بالاستواء صح نزوله تعالى كل ليلة إلى السماء و مع هذا فهو مع عباده أينما كانوا و لما علم إن بعض عباده يقولون في مثل هذا بعلمه أعلم في هذه الآية ﴿إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الشورى:12] ليغلب على ظن السامع أنه ليس على ما تأولوه فإنا لا نشك أنه يحيط بنا علما أينما كنا و كيف لا يعلم ذلك و هو خلقنا و خلق الأبنية التي نحن فيها و كذلك لو قال في تمامها على كل شيء شهيد و قال لكل اسم من الأسماء الحسنى وجوه في التجليات لا تتناهى و إن تناهت الأعمار في الدنيا فلا نهاية لها في الآخرة [سر الانخناث إلحاق الذكران بالإناث]و من ذلك سر الانخناث إلحاق الذكران بالإناث من الباب 373 قال الخنثى إذا كمل نكح و نكح فولد و أولد فحاز الشهوتين فمن أنزله منزلة البرزخ أعطاه الكمال و من وقف مع عدم تمكنه من الانخناث أعطاه النقص عن درجة الكامل فهو بحسب |
|
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |