الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() نظر في وجوده تعرض له أمران هل أوجده موجود لا أول له أو هل أوجد هو نفسه و محال أن يوجد هو نفسه لأنه لا يخلو أن يوجد نفسه و هو موجود أو يوجدها و هو معدوم فإن كان موجودا فما الذي أوجد و إن كان معدوما فكيف يصح منه إيجاد و هو عدم فلم يبق إلا أن يوجده غيره و هو الألف و لذلك كانت السين ساكنة و هو العدم و الميم متحركة و هو أوان الإيجاب فلما دل عليه من أول وهلة خفيت الألف لقوة الدلالة و ظهرت في الرحيم لضعف الدلالة لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم لوجود المنازع فأيده بالألف فصار الرحيم محمدا و الألف منه الحق المؤيد له من اسمه الظاهر قال تعالى ﴿فَأَصْبَحُوا ظٰاهِرِينَ﴾ [الصف:14] فقال قولوا لا إله إلا اللّٰه و إني رسوله فمن آمن بلفظه لم يخرج من رق الشرك و هو من أهل الجنة و من آمن بمعناه انتظم في سلك التوحيد فصحت له الجنة الثامنة و كان ممن آمن بنفسه فلم يكن في ميزان غيره إذ قد وقعت السوية و اتحدت الاصطفائية جمعا و اختلفت رسالة [نقط البسملة و دلالتها الغيبية]و وجدنا بسم ذا نقطة و الرحمن كذلك و الرحيم ذا نقطتين و اللّٰه مصمت فلم توجد في اللّٰه لما كان الذات و وجدت فيما بقي لكونهم محل الصفات فاتحدت في بسم آدم لكونه فردا غير مرسل و اتحدت في الرحمن لأنه آدم و هو المستوي على عرش الكائنات المركبات و بقي الكلام على نقطتي الرحيم مع ظهور الألف فالياء الليالي العشر و النقطتان الشفع و الألف الوتر و الاسم بكليته و الفجر و معناه الباطن الجبروتي و الليل إذا يسرى و هو الغيب الملكوتي و ترتيب النقطتين الواحدة مما تلي الميم و الثانية مما تلي الألف و الميم وجود العالم الذي بعث إليهم و النقطة التي تليه أبو بكر رضي اللّٰه عنه و النقطة التي تلي الألف محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و قد تقببت الياء عليهما كالغار ﴿إِذْ يَقُولُ لِصٰاحِبِهِ لاٰ تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا﴾ [التوبة:40] فإنه واقف مع صدقه و محمد عليه السّلام واقف مع الحق في الحال الذي هو عليه في ذلك الوقت فهو الحكيم كفعله يوم بدر في الدعاء و الإلحاح و أبو بكر عن ذلك صاح فإن الحكيم يوفي المواطن حقها و لما لم يصح اجتماع صادقين معا لذلك لم يقم أبو بكر في حال النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و ثبت مع صدقه به فلو فقد النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في ذلك الموطن و حضره أبو بكر لقام في ذلك المقام الذي أقيم فيه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لأنه ليس ثم أعلى منه يحجبه عن ذلك فهو صادق ذلك الوقت و حكيمه و ما سواه تحت حكمه فلما نظرت نقطة أبي بكر إلى الطالبين أسف عليه فأظهر الشدة و غلب الصدق و قال ﴿لاٰ تَحْزَنْ﴾ [آل عمران:139] لأثر ذلك الأسف ﴿إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا﴾ [التوبة:40] كما أخبرتنا و إن جعل منازع أن محمدا هو القائل لم نبال لما كان مقامه صلى اللّٰه عليه و سلم الجمع و التفرقة معا و علم من أبي بكر الأسف و نظر إلى الألف فتأيد و علم أن أمره مستمر إلى يوم القيامة قال ﴿لاٰ تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا﴾ [التوبة:40] و هذا أشرف مقام ينتهي إليه تقدم اللّٰه عليك ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّٰه قبله شهود بكري وراثة محمدية و خاطب الناس بمن عرف نفسه عرف ربه و هو قوله تعالى يخبر عن ربه تعالى ﴿كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء:62] و المقالة عندنا إنما كانت لأبي بكر رضي اللّٰه عنه و يؤيدنا «قول النبي صلى اللّٰه عليه و سلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا!» فالنبي صلى اللّٰه عليه و سلم ليس بمصاحب و بعضهم أصحاب بعض و هم له أنصار و أعوان فافهم إشارتنا تهد إلى سواء السبيل (لطيفة)[النقطتان و القدمان]النقطتان الرحيمية موضع القدمين و هو أحد خلع النعلين الأمر و النهي و الألف الليلة المباركة و هي غيب محمد صلى اللّٰه عليه و سلم ثم فرق فيه إلى الأمر و النهي و هو قوله ﴿فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:4] و هو الكرسي و الحاء العرش و الميم ما حواه و الألف حد المستوي و الراء صريف القلم و النون الدواة التي في اللام فكتب ما كان و ما يكون في قرطاس لوح الرحيم و هو اللوح المحفوظ المعبر عنه بكل شيء في الكتاب العزيز من باب الإشارة و التنبيه قال تعالى ﴿وَ كَتَبْنٰا لَهُ فِي الْأَلْوٰاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:145] و هو اللوح المحفوظ ﴿مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:145] و هو اللوح المحفوظ الجامع ذلك عبارة عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في «قوله أوتيت جوامع الكلم» موعظة و تفصيلا و هما نقطتا الأمر و النهي لكل شيء غيب محمد الألف المشار إليه بالليلة المباركة [الأنجم السبع في الرحيم]فالألف للعلم و هو المستوي و اللام للإرادة و هو النون أعني الدواة و الراء للقدرة و هو القلم و الحاء للعرش و الياء للكرسي و رأس الميم للسماء و تعريقه للأرض فهذه سبعة أنجم نجم منها يسبح في فلك الجسم و نجم في فلك النفس الناطقة و نجم في فلك سر النفس و هو الصديقية و نجم في فلك القلب و نجم في فلك العقل و نجم في فلك الروح فحل ما قفلنا و فيما قررنا مفتاح لما أضمرنا فاطلب تجد إن شاء اللّٰه ف ﴿بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] و إن تعدد فهو واحد إذا حقق من وجه ما (وصل في أسرار أم القرآن من طريق خاص)id="p669" class=" G" /> |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |