الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)في قوله ﴿فَاتَّبِعُونِي﴾ [آل عمران:31] فإنه ما قالها إلا عن أمر ربه سبحانه و عصت إمامها في قوله خذوا بالحديث إذا بلغكم و اضربوا بكلامي الحائط فهؤلاء في كسوف دائم مسرمد عليهم إلى يوم القيامة فلا هم مع اللّٰه و لا مع رسوله صلى اللّٰه عليه و سلم و لا مع إمامهم فهم في براءة من اللّٰه و رسوله و إمامهم فلا حجة لهم عند اللّٰه فانظروا مع من يحشر هؤلاء [الصلاة المشروعة في الكسوف]فالصلاة المشروعة في الكسوف إنما هي لمناجاة الحق في رفع ظلمة النفس و ظلمة الطبع كما يقول ﴿اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ و هم أهل الأنوار ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة:7] مثل أهل ظلمة الطبع ﴿وَ لاَ الضّٰالِّينَ﴾ [الفاتحة:7] مثل أهل ظلمة النفس فالله يحول بيننا و بين ما يكسف عقولنا و نفوسنا و يجعلنا أنوارا كلنا لنا و لمن يقتدي بنا أنه المليء بذلك و القادر عليه [رمزية الركعات في صلاة الكسوف و الخسوف]و أما اعتبار عدد الركعات في الركعتين فاعلم إن الركعتين ظاهر الإنسان و باطنه أو عقله و طبعه أو معناه و حرفه أو غيبه و شهادته و أما العشرة فهو تنزيهه في الركعتين خالقه تعالى و جل عن القبل و البعد و الكل و البعض و الفوق و التحت و اليمين و الشمال و الخلف و الأمام فيرجع هذا التنزيه من اللّٰه عليه فإنه عمل من أعماله فتكون له برجوع هذا العمل عليه هذه الأحكام كلها فلا قبل له فإنه لم يكن إلا اللّٰه و اللّٰه لا يتصف بالقبلية و لا بعد له فإنه باق بإبقاء اللّٰه فلا يبعد و لا كل له فإنه لا يتجزأ و لا يتحير من حيث لطيفته و من لا كل له من ذاته فلا بعض له و من لا يتصف بهذه الصفات فلا جهات له فلا جهات للإنسان إلا من حيث صورة جسمه و نشأته فإن نشأته الجسدية بها ظهرت الجهات الستة فهو عين الجهات ما هو في جهة من نفسه و أما اعتبار الثمانية في اثنتين فالثمانية الذات و الصفات فتغيب الذات الكونية و صفاتها في الذات الأحدية و تندرج أنوار صفاتها في صفاتها و هو «قوله تعالى كنت سمعه و بصره» و ذكر جوارحه فلا تقع عين إلا عليه ظاهرا و باطنا «من عرف نفسه عرف ربه» فهكذا هو الأمر في الباطن و أما في الظاهر فما تقع العين إلا على العبد و الحق مدرج في هذا الحق بضم الحاء الكياني ما هو كاندراج العرض في المحل و لا كالمظروف في الظرف و أما اعتبار الست في اثنتين فهو قوله ﴿فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ [البقرة:115] و قوله ﴿إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ [فصلت:54] و أما اعتبار الأربعة في الثنتين فهو قوله ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ﴾ و على كل طريق يأتي إليه منها ملك مقدس بيده السيف صلتا فإن كان المؤتي إليه من العارفين لم يكن له ملك يحفظه بل هو إكسير وقفه من أي ناحية جاءه قبل منه و قلب جسده ذهبا إبريزا فيعود الآتي من الخاسرين (وصل في فصل في القراءة فيها)اختلف العلماء في القراءة فيها أعني في السر و الجهر بها فمن قائل يقرأ فيها سرا و من قائل يقرأ فيها جهرا (اعتبار |
|
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |