[رمزية الركعات في صلاة الكسوف و الخسوف]
و أما اعتبار عدد الركعات في الركعتين فاعلم إن الركعتين ظاهر الإنسان و باطنه أو عقله و طبعه أو معناه و حرفه أو غيبه و شهادته و أما العشرة فهو تنزيهه في الركعتين خالقه تعالى و جل عن القبل و البعد و الكل و البعض و الفوق و التحت و اليمين و الشمال و الخلف و الأمام فيرجع هذا التنزيه من اللّٰه عليه فإنه عمل من أعماله فتكون له برجوع هذا العمل عليه هذه الأحكام كلها فلا قبل له فإنه لم يكن إلا اللّٰه و اللّٰه لا يتصف بالقبلية و لا بعد له فإنه باق بإبقاء اللّٰه فلا يبعد و لا كل له فإنه لا يتجزأ و لا يتحير من حيث لطيفته و من لا كل له من ذاته فلا بعض له و من لا يتصف بهذه الصفات فلا جهات له فلا جهات للإنسان إلا من حيث صورة جسمه و نشأته فإن نشأته الجسدية بها ظهرت الجهات الستة فهو عين الجهات ما هو في جهة من نفسه و أما اعتبار الثمانية في اثنتين فالثمانية الذات و الصفات فتغيب الذات الكونية و صفاتها في الذات الأحدية و تندرج أنوار صفاتها في صفاتها و هو «قوله تعالى كنت سمعه و بصره» و ذكر جوارحه فلا تقع عين إلا عليه ظاهرا و باطنا «من عرف نفسه عرف ربه» فهكذا هو الأمر في الباطن و أما في الظاهر فما تقع العين إلا على العبد و الحق مدرج في هذا الحق بضم الحاء الكياني ما هو كاندراج العرض في المحل و لا كالمظروف في الظرف و أما اعتبار الست في اثنتين فهو قوله ﴿فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ [البقرة:115]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية