الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() هذا الكلام في الأسانيد «في حديث رسول اللّٰه ﷺ كان أحمد بن حنبل يقول ليحيى بن معين تعال نعتب في اللّٰه و المستشار مؤتمن و إياك و الأكل و الشرب في أواني الذهب و الفضة و إياك و الجلوس على مائدة يدار عليها الخمر و لا حرام أصلا و اجتنب لباس الحرير و الذهب إن كنت رجلا و هو حلال للمرأة و إذا رأيت رؤيا تحزنك و استيقظت فاتفل عن يسارك ثلاث مرات و قل أعوذ بالله من شر ما رأيت و تحول عن جنبك الذي كنت عليه في حال رؤياك إلى الجنب الآخر و لا تحدث بما رأيت فإنها لا تضرك» فحافظ على مثل هذا تر برهانه فإن كثيرا من الناس و إن استعاذوا يتحدثون بما رأوه و «قد ورد أن الرؤيا معلقة من رجل طائر فإذا قالها سقطت لما قيلت له» و «عليك باستعمال الطيب فإنه سنة و استعمل منه إن كنت ذكرا ما ظهر ريحه و خفي لونه و إن كنت امرأة فاستعمل منه ما ظهر لونه و خفي ريحه فإن الحديث النبوي بهذا ورد» و عليك بالسواك لكل صلاة و عند كل وضوء و عند دخولك إلى بيتك فإنه مطهرة للفم و مرضاة للرب و «قد ورد أن صلاة بسواك تفضل سبعين صلاة بغير سواك ذكره ابن زنجويه في كتاب الترغيب في فضائل الأعمال» و إياك و اليمين الغموس فإنها تغمس صاحبها في الإثم فإن الناس اختلفوا في كفارتها فمنهم من ألحقها في الكفارة بالإيمان و منهم من قال إنها لا كفارة فيها و هي اليمين التي تقطع بها حقا للغير وجب عليك و في هذا فقه عجيب دقيق لمن نظر و تفقه في وجوب الحق متى بكون و بأي صفة يكون و ما منعني أن أبينه للناس الأسد الذريعة حتى لا يتأول فيه الجاهل فيجاوز القدر الذي نذكره فيقع في الإثم و هو لا يشعر فإن الفقهاء أغفلوا هذا الوجه الذي أومأنا إليه و ما ذكروه و «إياك و المراء في القرآن فإنه كفر بنص الحديث» و هو الخوض فيه بأنه محدث أو قديم أو هل هذا المكتوب في المصاحف و المتلو المتلفظ به عين كلام اللّٰه أو ما هو عين كلام اللّٰه فالكلام في مثل هذا و الخوض فيه هو الخوض في آيات اللّٰه و هذا هو المراء و الجدال في القرآن الداخل في قوله تعالى ﴿وَ إِذٰا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيٰاتِنٰا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الأنعام:68] فسماه حديثا و ليس إلا القرآن فلو أراد آيات غير القرآن لقال فيها بضمير الآية أو الآيات فليس للذكورية هنا دخول إلا إذا أراد آيات القرآن و القرآن خبر اللّٰه و الخبر عين الحديث و قال ﴿مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ﴾ [الأنبياء:2] و ﴿إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ﴾ [الحجر:9] و الذكر الحديث (وصية)اكظم التثاؤب ما استطعت فإنه من الشيطان و إياك أن تصوت فيه فإن ذلك صوت الشيطان و العطاس في الصلاة من الشيطان أيضا و في غير الصلاة العطاس ليس من الشيطان و إياك و الطرق و هو الضرب بالحصى قال الشاعر لعمرك ما يدري الضوارب بالحصى *** و لا زاجرات الطير ما اللّٰه صانع و كذلك العيافة و الطيرة و عليك بالفال و الطيرة شرك و إياك و البصاق في المسجد فإن غفلت فادفنها فذلك كفارتها و إياك أن تستقبل القبلة ببصاقك و لا بخلائك و لا تستدبرها أيضا ببول و لا غائط فإن ذلك من آداب النبوة و إذا أردت أن تأكل فاغسل يديك قبل الأكل و بعده و زد المضمضة منه في الغسل بعده و عليك بالإحسان إذا ملكت يمينك من جارية و غلام و لا تكلفهما فوق طاقتهما و إن كلفتهما فأعنهما فإنهما من إخوانكم و إنما اللّٰه ملككم رقابهم الكل بنو آدم فهم إخوتنا فراع اللّٰه فيهم و اعلم إنك مسئول عنهم يوم القيامة و إذا عاقبت أحدهم على جناية [إن اللّٰه يوم القيامة يوقف العبد و يحاسبه على جنايته]فاعلم إن اللّٰه يوم القيامة يوقف العبد و سيده بين يديه و يحاسبه على جنايته و على عقوبته على ذلك فإن خرجت رأسا برأس كان و إن كانت العقوبة أكثر من الجناية اقتص للعبد من السيد فتحفظ و لا تزد في العقوبة على ثلاثة أسواط فإن كثرت فإلى عشرة و لا تزد إلا في إقامة حد من حدود اللّٰه فذلك حد اللّٰه لا تتعداه و إن عفوت عن العبد في جنايته فهو أولى بك و أحوط لك و إذا جئت إلى بيت قوم فاستأذن ثلاث مرات فإن أذن لك و إلا فارجع و لا تنظر في بيت أخيك من حيث لا يعرف بك فإنك إذا نظرت فقد دخلت و إنما جعل الأذن من أجل البصر قال تعالى ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّٰى تَسْتَأْنِسُوا﴾ [النور:27] و قال ﴿فَلاٰ تَدْخُلُوهٰا حَتّٰى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا﴾ [النور:28] و «ثبت في الحديث الاستئذان ثلاث فإن أذن لك و إلا فارجع» و «إياك أن تتخذ الجرس في عنق دابتك فإن الملائكة تنفر منه و قد ورد بذلك الحديث النبوي» و كان بمكة رجل من أهل الكشف يقال له ابن الأسعد من أصحاب الشيخ |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |