«ثبت عنه ﷺ أنه قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي» و لو لم يكن في ذلك إلا إطلاق البخل عليك و هو من أذم الصفات و أرداها و معنى البخيل هنا بخله على نفسه فإنه «قد ثبت فيمن صلى على النبي ﷺ مرة صلى اللّٰه عليه عشرا» فمن ترك الصلاة على النبي ﷺ فقد بخل على نفسه حيث حرمها صلاة اللّٰه عليه عشرا إذا صلى هو واحدة فما زاد
(وصية)
اللّٰه اللّٰه أن تعود في شيء خرجت عنه لله تعالى و لا تعقد مع اللّٰه عقدا و لا عهدا ثم تنقضه بعد ذلك و تحله و لا تفي به و لو تركته لما هو خير منه فإن ذلك من خاطر الشيطان فافعله و افعل الخير الآخر الذي أخطره لك الشيطان حتى لا تفي بالأول فإن غرضه أن توصف بوصف ﴿اَلَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مِيثٰاقِهِ﴾ [البقرة:27] و عليك بصلة الرحم فإنها شجنة من الرحمن و بها وقع النسب بيننا و بين اللّٰه فمن وصل رحمه وصله اللّٰه و من قطع رحمه قطعه اللّٰه و إذا استشرت في أمر فقد أمنك المستشير فلا تخنه فإن كان في نكاح فإن شئت أن تذكر ما تعرفه فيمن سألت عنه مما يكرهه لو سمعه فإن ذلك الذكر ليس بغيبة يتعلق بها ذم فإن كنت من أهل الورع الأشداء فيه و يحوك في نفسك شيء من هذا الذكر فلا تذكر ما تعرف فيه من القبيح و قل كلاما مجملا مثل أن تقول ما تصلح لكم مصاهرته من غير تعيين و يكفي هذا القدر من الكلام فإن كنت تعلم من قرائن الأحوال إن هذا الأمر الذي تذمه به في نظرك لا يقدح عند القوم الذين يطلبون نكاحه فما خنتهم إذا لم تذكر لهم ما يقبح عندك فإنه ليس بقبيح عندهم و هم مقدمون عليه و هذا موقوف على معرفة أحوال الناس و مثل هذا الكلام في الأسانيد «في حديث رسول اللّٰه ﷺ كان أحمد بن حنبل يقول ليحيى بن معين تعال نعتب في اللّٰه و المستشار مؤتمن و إياك و الأكل و الشرب في أواني الذهب و الفضة و إياك و الجلوس على مائدة يدار عليها الخمر و لا حرام أصلا و اجتنب لباس الحرير و الذهب إن كنت رجلا و هو حلال للمرأة و إذا رأيت رؤيا تحزنك و استيقظت فاتفل عن يسارك ثلاث مرات و قل أعوذ بالله من شر ما رأيت و تحول عن جنبك الذي كنت عليه في حال رؤياك إلى الجنب الآخر و لا تحدث بما رأيت فإنها لا تضرك» فحافظ على مثل هذا تر برهانه فإن كثيرا من الناس و إن استعاذوا يتحدثون بما رأوه و «قد ورد أن الرؤيا معلقة من رجل طائر فإذا قالها سقطت لما قيلت له»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية