الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)فالزم تعلم [سر ما لا ينال إلا بالكشف الصرف]و من ذلك سر ما لا ينال إلا بالكشف الصرف من الباب 38 و ليس إلا علم التجلي و التداني و التدلي و كذلك ما ينتجه التجلي بالأسماء من علوم الأنباء و كل علم موقوف على الحس فما فيه لبس و ما ينتجه الفكر فلا يعول عليه فإن النكر يسارع إليه و أما قوله ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ [الأنفال:17] فقد أثبت لك ما رأيت و دل قوله ﴿وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] على أمر يستوي فيه البصير و الأعمى فيد اللّٰه أيدي الأكوان و إن اختلفت الأعيان فعد عن النظر في الصور فإنها محال الغير ﴿وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] لتحدث حكما [سر العزل و الولاية في الضلالة و الهداية]و من ذلك سر العزل و الولاية في الضلالة و الهداية من الباب 39 يتضمن العزل الولاية تضمن الضلال الهداية الهدى إلى الضلال هدى فإياك أن تجعل الضلالة سدى الضلالة حيرة و لو لم تكن ذاتية لاوجبتها الغيرة لو لم تكن الضلالة انتهك حماه و كان إدراكه في عماه لا عزل إلا من ولاية و لا ضلال إلا بعد هداية ﴿وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدٰاهُمْ حَتّٰى يُبَيِّنَ لَهُمْ مٰا يَتَّقُونَ﴾ [التوبة:115] و هذا من العلم المخزون المصون من ﴿أَضَلَّهُ اللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ﴾ [الجاثية:23] فهو صاحب فهم و اللّٰه الوالي من اسمه المتعالي [سر المجاورة و المحاورة]و من ذلك سر المجاورة و المحاورة من الباب 40 المحاورة لا تعقل من غير مجاورة المحاورة مراجعة الحديث في القديم و الحديث الجار أحق بصقبه من صاحب نسبه فإنكم بالأصل من أولي الأرحام و من أهل الالتئام و الالتحام لا يشترط في الجوار الجنس فإنه علم في لبس اللّٰه جار عبده بالمعية و إن انتفت المثلية و العبد جار اللّٰه في حرمه و مطلع على حرمه و هي أعيان كلمات اللّٰه التي لا تنفد و لا تبعد فتبعد [سر النهار و الليل و الحرمان و النيل]و من ذلك سر النهار و الليل و الحرمان و النيل من الباب الأحد و الأربعين النهار معاش و الليل لباس فالنيل وجدان و الحرمان إفلاس فقد ارتفع الالتباس النهار حركة و الليل سكون و المحروم من الخلق من يقول للشيء ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة:117] فظهر المنازع بالتكوين و حصل التعيين في الكثرة لوجود التلوين فما جنى على التوحيد إلا الكون و ما نازعه إلا وجود العين فصاحب اللواء من يرى الحق عين السوي [سر الفتوة المختصة بالنبوة]و من ذلك سر الفتوة المختصة بالنبوة من الباب 42 الفتى لا يعرف أين و متى أينه دائم مستقر و زمانه حال مستمر التحم أزله بأبده فلا أول و لا انقضاء لأمده لا يعرف الأجل المسمى و لا يقول بفك المعمى الملوان بحكم الفتيان تصرفهما أحوالهم فأعمالهما أعمالهم من عتى ما تفتي و لا سمي بفتى غاية الفتى الخلة لما سد الخلة غار بالرقباء فقطعهم جذاذا و اتخذ الكبير ملاذا : ثم أحالهم على ما أوحي لهم [سر إلحاق الشبه بالشبه]و من ذلك سر إلحاق الشبه بالشبه من الباب 43 لو لا الشبه ما كانت الشبه فالظلال أمثال و أي أمثال من أعجب الأمر في الظل مع المثل أن النور يصوره و هو ينفره و الجسم يقرره و يثبته لأنه منبته في لسان الأمة من أشبه أباه ما ظلم أمه أسماؤه الحسنى أسماؤنا فعلى الشبه قام بناؤنا و أحكامنا أحكامه فنحن بكل وجه شعائره و أعلامه فتعظيمنا إياها ﴿مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج:32] و فتح الغيوب [سر التصرف في الفنون من شأن أهل الجنون]و من ذلك سر التصرف في الفنون من شأن أهل الجنون من الباب 44 الفنون أعيان الشئون و الشئون هوية المحتد ربانية المشهد من أعجب ما ورد أنه ﴿لَمْ يَلِدْ﴾ [الإخلاص:3] و عنه ظهرت الأعداد فله أحدية العدد و ما بالدار من أحد الجنون ستور فقل ﴿أَلاٰ إِلَى اللّٰهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾ [الشورى:53] [سر التكرار في الأدوار]و من ذلك سر التكرار في الأدوار من الباب 45 تكرر الملوان بالاسم لا بالأعيان و دار الفلك فحدث الجديدان أطت السماء و حق لها أن تئط فإن الأمر فيها منضغط كيف لا يسمع لها صوت و هي تخاف الفوت لعلمها بأنها تمور مورا ﴿وَ تَسِيرُ الْجِبٰالُ سَيْراً﴾ [الطور:10] ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرّٰاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرّٰادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وٰاجِفَةٌ﴾ و نفوس تالفة و عقول خائفة و أسرار على حالها عاكفة وهت السماء فهي واهية حين أصبحت على عروشها خاوية لو بقي ساكنها ما خربت مساكنها فالدور أظهر الكور [سر القليل و الكثير في التيسير و التعسير]و من ذلك سر القليل و الكثير في التيسير و التعسير من الباب 46 من تعبدته الإضافات فهو صاحب آفات من كان ﴿ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلىٰ مَيْسَرَةٍ﴾ [البقرة:280] ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ [الشرح:5] و قد كان الرطب بلحا و بسرا مرقوم في الكتاب ﴿كَثِيرٌ مِنَ النّٰاسِ﴾ [الحج:18] سجد ﴿وَ كَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذٰابُ﴾ [الحج:18] و ﴿مٰا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّٰ قَلِيلاً﴾ [الإسراء:85] مع كونه ﴿أَقْوَمُ قِيلاً﴾ [المزمل:6] ... ﴿وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً﴾ [المزمل:8] ﴿وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ [ طه:130] ... ﴿بُكْرَةً وَ أَصِيلاً﴾ [الفرقان:5] و ﴿قُمِ اللَّيْلَ﴾ [المزمل:2] ف ﴿إِنَّ لَكَ فِي النَّهٰارِ سَبْحاً طَوِيلاً﴾ [المزمل:7] إخراج ما في اليد هو الكثير و إن قل فاعرف معنى الكثر و القل سبق درهم ألفا لكونه ما وجد ألفا [سر السافل و العالي و المتسافل و المتعالي]و من ذلك سر السافل و العالي و المتسافل و المتعالي من الباب 47 العالي |
|
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |