الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() هو الذي يتعلق به العمل و هو قوله افعل ﴿وَ مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:7] و «قال ﷺ ما نهيتكم عنه فانتهوا» و أطلق و لم يقيد و «قال في الأمر و ما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم» فهذا من رحمته بأمته و هو لا ينطق عن الهوى فهذا من رحمة اللّٰه تعالى بعباده و أمره بما وجب به الايمان على نوعين فرض و مندوب و النهي على قسمين نهي حظر و نهي كراهة و الفرض على نوعين فرض كفاية و فرض عين و كذلك الواجب أقول فيه واجب موسع و واجب مضيق فالواجب الموسع موسع بالزمان و موسع بالتخيير و هو الواجب المخير مثل كفارة المتمتع و إتيان ما يؤتى من هذا كله و ترك ما يترك من هذا كله هو الايمان الذي فيه سعادة العباد فالبضع و السبعون من الايمان هو الفرض منه من عمل و ترك و أما غير الفرض كالمندوبات و المكروهات فيكاد لا ينحصر عند أحد فابحث عليها في الكتاب و السنة فمن شعب الايمان الشهادة بالتوحيد و بالرسالة و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و الوضوء و الغسل من الجنابة و الغسل يوم الجمعة و الصبر و الشكر و الورع و الحياء و الأمان و النصيحة و طاعة أولي الأمر و الذكر و كف الأذى و أداء الأمانة و نصرة المظلوم و ترك الظلم و ترك الاحتقار و ترك الغيبة و ترك النميمة و ترك التجسس و الاستئذان و غض البصر و الاعتبار و سماع الأحسن من القول و اتباعه و الدفع بالتي هي أحسن و ترك الجهر بالسوء من القول و الكلمة الطيبة و حفظ الفرج و حفظ اللسان و التوبة و التوكل و الخشوع و ترك اللغو و الاشتغال بما يعني و ترك ما لا يعني و حفظ العهد و الوفاء بالعقود و التعاون على البر و التقوى و ترك التعاون على الإثم و العدوان و التقوى و البر و القنوت و الصدق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إصلاح ذات البين و ترك إفساد ذات البين و خفض الجناح و اللين و بر الوالدين و ترك العقوق و الدعاء و الرحمة بالخلق و توقير الكبير و معرفة شرفه و رحمة الصغير و القيام بحدود اللّٰه و «ترك دعوى الجاهلية فإن النبي ﷺ يقول دعوها فإنها منتنة» و التودد و الحب في اللّٰه و البغض في اللّٰه و التؤدة و الحلم و العفاف و البذاذة و ترك التدابر و ترك التحاسد و ترك التباغض و ترك التناجش و ترك شهادة الزور و ترك قول الزور و ترك الهمز و اللمز و الغمز و شهود الجماعات و إفشاء السلام و التهادي و حسن الخلق و السمت الصالح و حسن العهد و حفظ السر و النكاح و الإنكاح و حب الفال و حب أهل البيت و ترك الطيرة و حب النساء و حب الطيب و حب الأنصار و تعظيم الشعائر و تعظيم حرمات اللّٰه و ترك الغش و ترك حمل السلاح على المؤمن و تجهيز الميت و الصلاة على الجنائز و عيادة المريض و إماطة الأذى و أن تحب لكل مؤمن ما تحب لنفسك و أن يكون اللّٰه و رسوله أحب إليك مما سواهما و أن تكره أن تعود في الكفر و أن تؤمن بملائكة اللّٰه و كتبه و رسله و بكل ما جاءت به الرسل من عند اللّٰه إلى ما لا يحصى كثرة يأتي إن شاء اللّٰه من ذلك في هذه الوصية ما يذكرني اللّٰه به و يجريه على خاطري و قلمي و من تتبع كتاب اللّٰه و حديث رسوله ﷺ يجد ما ذكرناه و زيادة مما لم نذكره و كلما ورد فله أوقات تخصه و أمكنة و محال و أحوال و الجامع للخير كله في ذلك أن تنوي في جميع ما تعمله أو تتركه القربة إلى اللّٰه بذلك العمل أو الترك و إن فاتتك النية فإنك الخير كله فكثير ما بين تارك بنية القربة إلى اللّٰه من حيث إن اللّٰه أمره بترك ذلك و بين تارك له بغير هذه النية و كذلك في العمل ﴿وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اللّٰهَ مُخْلِصِينَ﴾ [البينة:5] و الإخلاص هي النية و العبادة عمل و ترك و الإخلاص مأمور به شرعا (وصية)إذا كنت إمام قوم فدعوت فلا تخص نفسك بالدعاء دونهم فإنك إن فعلت ذلك فقد خنتهم و فيه من مذام الأخلاق بتبخيل الحق و تحجير الرحمة التي وسعت كل شيء و إيثار نفسك على غيرك و أن اللّٰه ما مدح في القرآن إلا من آثر على نفسه «سمع رسول اللّٰه ﷺ رجلا من الأعراب يقول اللهم ارحمني و محمدا و لا ترحم معنا أحدا فقال رسول اللّٰه ﷺ لقد حجر هذا واسعا» يريد قوله تعالى ﴿وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] و الذي أوصيك به إياك أن تصلي و أنت حاقن حتى تخفف و إذا حضر الطعام و أقيمت الصلاة فابدأ بالطعام ثم تصلي بعد ذلك أن كنت ممن يتناوله بعد الصلاة فحينئذ تفعل ذلك و ارغب في دعاء الوالدين و دعاء المسافر و اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين اللّٰه حجاب و عليك بالاستحداد و هو حلق العانة و تقليم الأظفار و نتف الإبط و قص الشارب و إعفاء اللحية و رد السلام و تشميت العاطس و إجابة الداعي و عليك بالعدل في أمورك كلها و المحافظة على |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |