الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
معاندا و عاصيا أمر المكلف أو جاحدا ما كلفت إلا ما تقدر على خلقه فخلق الخلق أوجب الثبوت في حقه لأن الخلق الإلهي اختيار و خلق المكلف ما كلف به اضطرار و هذا فيه ما فيه لناظر يستوفيه [النصرة شهرة]و من ذلك النصرة شهرة من الباب 159 النصرة عناد فهو إلحاد نصرة القوي محال فانظر في هذا الحال ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللّٰهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ [محمد:7] و هو القوي له المتين بكم و أنتم الأقوياء به في مذهبكم ما عندكم متانة فأنتم أهل أمانة و إن لم تنصروه يخذلكم و إن خذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده فنصرته من جملة ما أخذه عليكم من عهده فيا أهل العهود ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة:1] ما أمركم بنصره إلا و لكم اشتراك في أمره فمن قال لا قدرة لي و يعني الاقتدار فقد رد الأخبار و كان ممن نكث و الحق تكليف الحق بالعبث لما طلب النصرة من خلقه و جعلها من واجب حقه أثبت أن له أعداء و أن لديه أولياء و أوداء فأحالنا علينا بما أوجده لدينا فقلنا مستند هذا التقابل أين فوجدناه في أسماء العين فما من اسم إلا له حكم و في أسمائه التقابل و ما في أسمائه تماثل لكن فيها خلاف فلا بد فيها من الائتلاف فالناصر محاصر و محاصر فأنت تطلبه بالنصر في عين ما طلبكم فيه من النصر فتعين من هذا الفرض إنكم كذرية ﴿بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران:34] فما انفرد أحد بالقوة و الاقتدار فانظر نزول الواحد القهار في لا حول و لا قوة إلا بالله و في طلبه النصرة ثبوت الاشتباه [نصرة البشر تستدعي الغير]و من ذلك نصرة البشر تستدعي الغير من الباب 160 ما أوجدك إلا لتنصره على من خلق لمن نظر فيه و تحقق قبولك لاقتداره نصرته و بك ثبتت أمرته أقوى النصرة النصرة من المعدوم فإن فيها معونة الحي القيوم من انتصر بالعدم أثبت أن ما له في القوة تلك القدم نصرة العبد بالحق أحق لتعقلها بموجود فهي أوفق و أليق إذا قلنا ﴿اُنْصُرْنٰا عَلَى الْقَوْمِ الْكٰافِرِينَ﴾ [البقرة:250] فقد طلبنا النصرة من موجود هو رب العالمين لكن هنا نكتة لمن كان له لفتة من نصرك بما أحدثه فما نصرك إلا بك و عليك فكل شيء مستند إليك و له القوة و الحول و منه المنة و الطول فإذا كلفت فأثبت و إذا خوطبت و أنت تعلم بما خوطبت فاسكت فقد حار أهل الاعتبار في رفع هذه الأستار [نصرة الملك حركة الفلك]و من ذلك نصرة الملك حركة الفلك من الباب الواحد و الستين و مائة بوجود المدد الملكي و ظهور الأثر الفلكي كانت النصرة و رجعت على الأعداء الكرة أقدم حيزوم لنصرة دين الحي القيوم و لما فيه من تقوية القلوب عند أهل الايمان بالغيوب و ما كان عند أهل الغيب إيمانا كان لأهل الشرك عيانا و ذلك الشهود خذلهم ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ﴾ [الأنفال:17] قتلهم بالملك للأمر الذي أوحاه في السماء و أودعه حركة الفلك فما انحجب عن المؤمن لإهانته كما أنه ما كشفه المشرك لمكانته لكن ليثبت ارتياعه و يتحقق انصداعه و اندفاعه فخذله اللّٰه بالكشف و هو من النصر الإلهي الصرف نصر به عباده المؤمنين على التعيين فإنه أوجب سبحانه على نفسه نصرتهم فرد عليهم لهم كرتهم فانهزموا أجمعين ﴿وَ كٰانَ حَقًّا عَلَيْنٰا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم:47] و المؤمن الإله الحق و قد نصره الخلق [أصدق المقال ما كان بالحال]و من ذلك أصدق المقال ما كان بالحال من الباب 162 أصدق المحامد حمد الصفة عند أهل المعرفة كل وصف منهم و لهذا يحتاج إلى دليل حتى يعلم و وصف الصفة هو العلم المحكم فهذا هو حمد الحال على كل لسان و مقال من أثنى على نفسه بالكرم توقف السامع فيه حتى يتكرم فإذا كان العطاء ارتفع الغطاء الأحوال مواهب من الواهب فمن وهبك ما يستحقه عليك فهو عنده أمانة ردها إليك و من وهبك ما لا تستحقه فقد جار في الهبة إن رأيت أنها عارية لديك فارفع الستر عسى ينكشف لك الأمر انظر إلى هذا الخلاف أين طلب الوكالة من الإنفاق بحكم الاستخلاف هو الآمر بقوله ﴿فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً﴾ [المزمل:9] و أمر و هو القائل ﴿وَ أَنْفِقُوا مِمّٰا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ [الحديد:7] فظهر كما أنه بالوكالة استتر فعلى ما ذا نعول و ما ذا نؤمل تجاذبتنى قوى الأضداد لما قام بينها من العناد و ما حصل في التعب لا أهل الايمان من العباد فإنه أوجب عليهم الايمان بكل ما ورد مما شهد و ما لم يشهد فما زلنا في حكم الأحوال في الآن و المال الحال له الوجود الدائم و هو الحكم الثابت اللازم و ما عدا الحال فهو عدم و ما له في الوجود قدم [خبر الإنسان أخبار الرحمن]و من ذلك خبر الإنسان أخبار الرحمن من الباب 163 إن اللّٰه عند لسان كل قائل و هو القائل فانتبه «لقوله كنت سمعه الذي يسمع به و لسانه الذي يتكلم به» و ما تكلم إلا القائل في الشاهد و هو الإنسان و في الايمان الرحمن فمن كذب |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
|||||||||||





