الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() الكثرة بالأمثال و غيرها و الأحدية و إن كانت لله تعالى فالمقطوع به أحدية الألوهية أي لا إله إلا اللّٰه و أحدية الكثرة من حيث أسماؤه الحسنى و أما الحق فلا يقال فيه من حيث ما هو عليه في نفسه كل و لا بعض و يقال في الواحد منا رأيت زيدا نفسه عينه كله لاحتمال أنك قد ترى وجهه دون سائر جسده فأعطى التأكيد بالكل رؤية جميعه فلو لا وجود الكثرة فيه ما قلت كله [القرآن جامع صفات اللّٰه]يقول فإذا سمع القرآن الذي هو جامع صفات اللّٰه من التنزيه و التقديس كيف لا يتذكر السامع جمعيته فيسجد لمن له جميع صفات التنزيه فمن سجد في هذه السورة و لم يقف على علم الموالد و ما تجنه الحاملات في بطونها من أنواع الحوامل من العالم كالأرض و السحاب و النساء و جميع الأناثي و ما تحمله الكتب في حروفها من المعاني فإنها من جملة الحاملات و لم يقف فيها على رجوعه من أين جاء و يرى صورة حاله عيانا حالا و عاقبة بحيث أن يحلف على ما رآه لقطعه به فما سجد (وصل السجدة الخامس عشرة)و هي سجدة العقل الأول سجود تعليم عن شهود و رجوع إلى اللّٰه و هذه سجدة سورة العلق عند قوله ﴿وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ﴾ [العلق:19] فهي سجدة طلب القرب من اللّٰه تعالى و جاءت بعد كلمة ردع و زجر و هو قوله كلا لما جاء به من لا يؤمن بالله و اليوم الآخر يقول له ربه ﴿اُسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ﴾ [العلق:19] لما تعتصم مما دعاك إليه فتأمن غائلة ذلك انتهى الجزء السابع و الأربعون (وصل في فصل وقت سجود التلاوة)(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم) منع قوم السجود في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها و أجاز قوم السجود بعد صلاة العصر و بعد صلاة الصبح ما لم تدن الشمس إلى الغروب أو الطلوع و الذي أقول به بالسجود في كل وقت لأن متعلق النهي الصلاة و ليس السجود من الصلاة شرعا إلا في الصلاة كما إن له أن يقرأ الفاتحة في كل وقت و إن كانت قراءتها في الصلاة من الصلاة اعتبار هذا |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |