﴿وَ تَضْحَكُونَ﴾ [ النجم:60] أي تهزءون منه إذا أتى به و هؤلاء هم الذين ذكرنا من جهلهم أنهم لا يعرفون الحق إلا بالرجال ﴿وَ أَنْتُمْ سٰامِدُونَ﴾ [ النجم:61] يقول لأهون فلا تفعلوا و لا تتكبروا و اخضعوا لله الذي هذا كلامه بلغتكم و تذللوا لمنزله فإن في القرآن ما يبكي من الوعيد و ما يضحك و يتعجب فيه من الفرح باتساع رحمة اللّٰه و لطفه بعباده ﴿وَ لاٰ تَبْكُونَ﴾ [ النجم:60] و في القرآن من الوعيد و المخاوف ما يبكي بدل الدموع دما لمن دبر آياته ﴿وَ أَنْتُمْ سٰامِدُونَ﴾ [ النجم:61] و في القرآن هذا كله فما لكم عنه معرضون و موطن الدنيا موطن حذر و لا سيما و الموت فيكم رائح و عاد مع الأنفاس و لا تتفكروا إلى أين تصبرون و إلى أين تسافرون و أين تحطون ما هي الدنيا موطن أمان و العالم الحكيم هو الذي يعامل كل موطن بما يستحقه
(وصل السجدة الرابع عشرة)
و هي سجدة الجمع و الوجود فمن سجد سجدة النجم و لم ينتج له في علم النغمات و الألحان المطربة الفلكية و رأى أن أصوات كل مصوت مزامير من مزامير الحق في العالم و يشهد داود عليه السلام في هذا الكشف و يرى الأصوات و الحروف ناطقة بكل معنى عجيب يهز الجبال الراسيات طربا و يضحك الثكلى سرورا و فرحا فما سجدها و هذه السجدة الأخرى في سورة إذا السماء انشقت و فيها خلاف و سجدها أبو هرير خلف رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و يسجد فيها عند قوله ﴿وَ إِذٰا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاٰ يَسْجُدُونَ﴾ [الإنشقاق:21]
[أحدية الألوهية و أحدية الكثرة و أحدية الذاتية]
فهذا سجود الجمع لأنه سجود عند القرآن و الجمع يؤذن بالكثرة و قد تكون الكثرة بالأمثال و غيرها و الأحدية و إن كانت لله تعالى فالمقطوع به أحدية الألوهية أي لا إله إلا اللّٰه و أحدية الكثرة من حيث أسماؤه الحسنى و أما الحق فلا يقال فيه من حيث ما هو عليه في نفسه كل و لا بعض و يقال في الواحد منا رأيت زيدا نفسه عينه كله لاحتمال أنك قد ترى وجهه دون سائر جسده فأعطى التأكيد بالكل رؤية جميعه فلو لا وجود الكثرة فيه ما قلت كله
[القرآن جامع صفات اللّٰه]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية