الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() تعرف كيفية النسبة المخصوصة لتلك الذات المخصوصة كالاستواء و المعية و اليد و العين و غير ذلك «مسألة» [انقلاب الأعيان]الأعيان لا تنقلب و الحقائق لا تتبدل فالنار تحرق بحقيقتها لا بصورتها فقوله تعالى ﴿يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً﴾ [الأنبياء:69] خطاب للصورة و هي الجمرات و أجرام الجمرات محرقة بالنار فلما قام النار بها سميت نارا فتقبل البرد كما قبلت الحرارة «مسألة» [البقاء]البقاء استمرار الوجود مثلا على الباقي لا غير ليس بصفة زائدة فيحتاج إلى بقاء و يتسلسل إلا على مذهب الأشاعرة في المحدث فإن البقاء عرض فلا يحتاج إلى بقاء و إنما ذلك في بقاء الحق تعالى «مسألة» [الكلام]الكلام من حيث ما هو كلام واحد و القسمة في المتكلم به لا في الكلام فالأمر و النهي و الخبر و الاستخبار و الطلب واحد في الكلام «مسألة» [الاسم و المسمى و التسمية]الاختلاف في الاسم و المسمى و التسمية اختلاف في اللفظ فأما قول من قال ﴿تَبٰارَكَ اسْمُ رَبِّكَ﴾ [الرحمن:78] و ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ﴾ [الأعلى:1] فكالنهي بالسفر بالمصحف إلى أرض العدو و أما القول في الحجة ب ﴿أَسْمٰاءٌ سَمَّيْتُمُوهٰا﴾ [الأعراف:71] على إن الاسم هو المسمى فالمعبود الأشخاص فنسبة الألوهية عبدوا فلا حجة في إن الاسم هو المسمى و لو كان لكان بحكم اللغة و الوضع لا بحكم المعنى «مسألة» [وجود الممكنات]وجود الممكنات لكمال مراتب الوجود الذاتي و العرفاني لا غير «مسألة» [قسما وجود الممكن]كل ممكن منحصر في أحد قسمين في سر أو تجل فقد وجد الممكن على أقصى غاياته و أكملها فلا أكمل منه و لو كان الأكمل لا يتناهى لما تصور خلق الكمال و قد وجد مطابقا للحضرة الكمالية فقد كمل «مسألة» [انحصار المعلومات]المعلومات منحصرة من حيث ما تدرك به في حس ظاهر و باطن و هو الإدراك النفسي و بديهة و ما تركب من ذلك عقلا إن كان معنى و خيالا إن كان صورة فالخيال لا يركب إلا في الصور خاصة فالعقل يعقل ما يركب الخيال و ليس في قوة الخيال أن يصور بعض ما يركبه العقل و للاقتدار الإلهي سر خارج عن هذا كله يقف عنده «مسألة» [الحسن و القبح]الحسن و القبح ذاتي للحسن و القبيح لكن منه ما يدرك حسنه و قبحه بالنظر إلى كمال أو نقص أو غرض أو ملاءمة طبع أو منافرته أو وضع و منه ما لا يدرك قبحه و لا حسنه إلا من جانب الحق الذي هو الشرع فنقول هذا قبيح و هذا حسن و هذا من الشرع خبر لا حكم و لهذا نقول بشرط الزمان و الحال و الشخص و إنما شرطنا هذا من أجل من يقول في القتل ابتداء أو قودا أو حدا و في إيلاج الذكر في الفرج سفاحا و نكاحا فمن حيث هو إيلاج واحد لسنا نقول كذلك فإن الزمان مختلف و لوازم النكاح غير موجودة في السفاح و زمان تحليل الشيء ليس زمان تحريمه أن لو كان عين المحرم واحدا فالحركة من زيد في زمان ما ليس هي الحركة منه في الزمان الآخر و لا الحركة التي من عمر و هي الحركة التي من زيد فالقبيح لا يكون حسنا أبدا لأن تلك الحركة الموصوفة بالحسن أو القبح لا تعود أبدا فقد علم الحق ما كان حسنا و ما كان قبيحا و نحن لا نعلم ثم إنه لا يلزم من الشيء إذا كان قبيحا أن يكون أثره قبيحا قد يكون أثره حسنا و الحسن أيضا كذلك قد يكون أثره قبيحا كحسن الصدق و في مواضع يكون أثره قبيحا و كقبح الكذب و في مواضع يكون أثره حسنا فتحقق ما نبهناك عليه تجد الحق «مسألة» [الدليل و المدلول]لا يلزم من انتفاء الدليل انتفاء المدلول فعلى هذا لا يصح قول الحلولي لو كان اللّٰه في شيء كما كان في عيسى لأحيا الموتى «مسألة» [الرضا بالقضاء لا بالمقتضى]لا يلزم الراضي بالقضاء الرضي بالمقضي فالقضاء حكم اللّٰه و هو الذي أمرنا بالرضى به و المقضي المحكوم به فلا يلزمنا الرضي به «مسألة» [الاختراع]إن أريد بالاختراع حدوث المعنى المخترع في نفس المخترع و هو حقيقة الاختراع فذلك على اللّٰه محال و إن أريد بالاختراع حدوث المخترع على غير مثال سبقه في الوجود الذي ظهر فيه فقد يوصف الحق على هذا بالاختراع «مسألة» [ارتباط العالم بالله]ارتباط العالم بالله ارتباط ممكن بواجب و مصنوع بصانع فليس للعالم في الأزل مرتبة فإنها مرتبة الواجب بالذات فهو اللّٰه و لا شيء معه سواء كان العالم موجودا أو معدوما فمن توهم بين اللّٰه و العالم بونا يقدر تقدم وجود الممكن فيه و تأخره فهو توهم باطل لا حقيقة له فلهذا نزعنا في الدلالة على حدوث العالم خلاف ما نزعت إليه الأشاعرة و قد ذكرناه في هذا التعليق «مسألة» [تعلق العلم بالمعلوم]لا يلزم من تعلق العلم بالمعلوم حصول المعلوم في نفس العالم و لا مثاله و إنما العلم يتعلق بالمعلومات على ما هي المعلومات عليه في حيثيتها وجودا و عدما فقول القائل إن بعض المعلومات له في الوجود أربع مراتب ذهني و عيني و لفظي و خطي فإن أراد بالذهن العلم فغير مسلم و إن أراد بالذهن الخيال فمسلم لكن في كل معلوم يتخيل خاصة و في كل عالم يتخيل و لكن لا يصح هذا إلا في الذهني خاصة لأنه يطابق العين في الصورة |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
الصفحة - من الجزء (اقتباسات من هذه الصفحة)
[الباب: ] - (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)
البحث في كتاب الفتوحات المكية
![](https://img.youtube.com/vi/dLbufKLtOO8/mqdefault.jpg)