الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() ما أقبح بالإنسان أن يخاف على ما في يده اللصوص فيخفيه و يمكن عدوه من نفسه بإظهاره ما في قلبه من سر نفسه أو سر أخيه جاور معي بمكة أظن سنة تسع و تسعين و خمسمائة رجل من أهل تونس يقال له عبد السلام بن السعرية و كانت عنده جارية اشتراها بمصر في الشدة التي وقعت بمصر سنة سبع و تسعين و خمسمائة فقال لها يا جارية أوصيك بأمرين حفظ السر و الأمانة فقالت الجارية ما تحتاج فإني أعلم أن الشخص إذا كان أمينا شارك الناس في أموالهم و إذا كان حافظا للسر شاركهم في عقولهم فاستحسن هذا الجواب منها فسأل عنها فوجدها حرة قد بيعت في غلاء مصر فأعتقها و سرحها فرجعت إلى أمها و أخواتها و قال معاوية رضي اللّٰه عنه ما أفشيت سرى إلى أحد إلا أعقبني طول الندم و شدة الأسف و لا أودعته جوانح صدري إلا أكسبني مجدا و ذكرا و سنا و رفعة فقيل له و لا ابن العاص فقال و لا ابن العاص لأن عمرو بن العاص كان صاحب رأى معاوية و مشيره و وزيره و كان يقول ما كنت كاتمه من عدوك فلا تظهر عليه صديقك يريد و اللّٰه أعلم معاوية بهذا الكلام ما كان ينشدنا في أكثر مجالسه أبو بكر محمد بن خلف بن صاف اللخمي أستاذي في القراآت بمسجده بقوس الحنية من إشبيلية رحمه اللّٰه يوصينا بذلك احذر عدوك مرة *** و احذر صديقك ألف مرة فلربما هجر الصديق *** فكان أعرف بالمضرة و كان عمي أخو والدي ينشدني كثيرا للسميسر زمان يمر و عيش يمر *** و دهر يكر بما لا يسر و نفس تذوب و هم ينوب *** و دنيا تنادي بأن ليس حر و «من كلام النبوة في الوصية من كتم سره كانت الخيرة في يده و من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن و ضع أمر أخيك على أحسنه و لا تظنن بكلمة خرجت منه سواء و ما كافأت من عصى اللّٰه فيك بأفضل من أن تطيع اللّٰه عزَّ وجلَّ فيه و عليك بإخوان الصدق فإنهم زينة عند الرخاء و عصمة عند البلاء» (حكاية)تتضمن |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |