الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
يا من بدنياه اشتغل *** و غره طول الأمل و لم يزل في غفلة *** حتى دنا منه الأجل الموت يأتي بغتة *** و القبر صندوق العمل و رأيت مكتوبا على قبر أم ابن البسيلي و كان ابنها من أصدقائي و قد علاه و شيده و أنفق على بنائه مالا كثيرا فكتب شخص من أصحابنا أبياتا عليه لبعضهم يخبر عن صورة الحال و هي أرى أهل القصور إذا توفوا *** بنوا تلك المقابر بالصخور أبوا إلا مباهاة و فخرا *** على الفقراء حتى في القبور فإن يكن التفاضل في ذراها *** فإن العدل منها في القعور لعمر أبيهم لو أبرزوهم *** لما علموا الغني من الفقير و لا عرفوا العبيد من الموالي *** و لا عرفوا الإناث من الذكور و لا البدن الملبس ثوب صوف *** و لا البدن المنعم في الحرير إذا ما مات هذا ثم هذا *** فما فضل الغني على الفقير و كان على قبر مكتوبا بمدينة سلا منقطع التراب بيتان على لسان صاحب القبر و لقد نظرت كما نظرت *** و لقد نظرت فما اعتبرت فانظر لنفسك سيدي *** قبل الحصول كما حصلت (وصية)سنية من ذي همة عليةلا تضرعن لمخلوق على طمع *** فإن ذاك مضر منك بالدين و استرزق اللّٰه رزقا من خزائنه *** فإنما هو بين الكاف و النون و في هذا المعنى قال أبو حازم الأعرج لبعض الخلفاء و قد سأله الخليفة ما بالك يا أبا حازم فقال الرضي عن اللّٰه و الغني عن الناس للناس مال و لي مالان ما لهما *** إذا يحارس أهل المال حراس مالي الرضي بالذي أصبحت أملكه *** و مالي الياس مما يملك الناس قال له خاله هشام بن عبد الملك لما ولي البحرين ما طعامك يا أبا حازم قال الخبز و الزيت قال أ فلا تسأمهما قال إذا سامتهما تركتهما حتى اشتهيتهما (وصية)إلهية مذكرة﴿مٰا تَدْرِي نَفْسٌ مٰا ذٰا تَكْسِبُ غَداً وَ مٰا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللّٰهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان:34] و ما هذه الأيام إلا معارة *** فما استطعت من معروفه فتزود فإنك لا تدري بأية بلدة *** تموت و لا ما يحدث اللّٰه في غد يقولون لا تبعد و من يك بعده *** ذراعين من قرب الأحبة يبعد (وصية)من امرأة من ولد حسان بن ثابت سل الخير أهل الخير قد ما و لا تسل *** فتى ذاق طعم العيش منذ قريب (وصية)مجنون عاقل قالها عند خليفة غافل حج هارون الرشيد راجلا من أجل يمينه حين حنث فقعد يستريح في ظل ميل فمر به بهلول المجنون و كان في الركب فقال له يا أمير المؤمنين هب الدنيا تؤاتيكا *** أ ليس الموت يأتيكا ألا يا طالب الدنيا *** دع الدنيا لشاتيكا إلى كم تطلب الدنيا *** و ظل الميل يكفيكا |
|
||||||||
![]() |
![]() |
||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
|||||||||





