الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
«لا يا رب فيقول فلك عذر فيقول لا يا رب فيقول بلى إن لك عندي حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أشهد أن محمدا عبده و رسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول إنك لا تظلم قال فيوضع لسجلات في كفة و البطاقة في كفة فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم اللّٰه شيء» و «قال رسول اللّٰه ﷺ يوقفون يعني الملائكة بين يدي اللّٰه و يشهدون يعني للعبد بالعمل الصالح المخلص لله فيقول اللّٰه لهم أنتم الحفظة على عمل عبدي و أنا الرقيب على ما في قلبه إنه لم يردني بهذا العمل و أراد به غيري فعليه لعنتي» و «قال رسول اللّٰه ﷺ إن اللّٰه إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم و» ﴿كُلَّ أُمَّةٍ جٰاثِيَةً﴾ [الجاثية:28] فأول من يدعى به رجل جمع القرآن و رجل قتل في سبيل اللّٰه و رجل كثير المال فيقول اللّٰه للقارئ أ لم أعلمك ما أنزلته على رسولي قال بلى يا رب قال فما ذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل و آناء النهار فيقول اللّٰه له كذبت و تقول الملائكة له كذبت و يقول اللّٰه إنما قرأت ليقال فلان قارئ فقد قيل ذلك و يؤتى بصاحب المال فيقول اللّٰه له أ لم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فما ذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم و أتصدق فيقول اللّٰه له كذبت و تقول له الملائكة كذبت و يقول اللّٰه له بل أردت أن يقال فلان جواد فقيل ذلك و يؤتى بالذي قتل في سبيل اللّٰه فيقول اللّٰه فيم ذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول اللّٰه له كذبت و تقول له الملائكة كذبت و يقول اللّٰه له بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك ثم ضرب رسول اللّٰه ﷺ على ركبة أبي هريرة و قال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة فكان أبو هريرة إذا حدث بهذا الحديث يغشى عليه يقول اللّٰه تعالى ﴿فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾ كم تمنيت فأحسنت المقال *** و فعلت الخير جهرا ليقال فإذا واسيت يوما سائلا *** اطلب الشكر عليها ليقال و إذا قاتلت يوما كافرا *** اطلب الذكر عليه ليقال و إذا ما صمت يوما صائما *** أشتكي الجوع عشيا ليقال و إذا صليت و الناس معي *** أتاني في صلاتي ليقال و أنا في خلوتي أنقرها *** حيث لا أخشى عليها أن يقال عملي عجب و صنع و ريا *** يا لها من عثرات لا تقال فاهجروني و اطردوني عنكم *** إن أحمالي و أوزاري ثقال تسأل اللّٰه تعالى توبة *** خالص الصدق له لا ليقال (وصية)اعتبار لأحد الأبرار بلغني أن عمر بن عبد العزيز شيع جنازة فلما انصرفوا تأخر عمر و أصحابه ناحية عن الجنازة فقال له بعض أصحابه يا أمير المؤمنين جنازة أنت وليها تأخرت عنها و تركها فقال نعم ناداني القبر من خلفي يا عمر بن عبد العزيز أ لا تسألني ما صنعت بالأحبة قلت بلى قال حرقت الأكفان و مزقت الأبدان و مصصت الدم و أكلت اللحم قال أ لا تسألني ما صنعت بالأوصال قلت بلى قال نزعت الكفين من الذراعين و الذراعين من العضدين و العضدين من الكتفين و الوركين و الفخذين و الفخذين من الركبتين و الركبتين من الساقين و الساقين من القدمين ثم بكى عمر ثم قال ألا إن الدنيا بقاؤها قليل و عزيزها ذليل و غنيها فقير و شابها يهرم و حيها يموت فلا يغرنكم إقبالها مع معرفتكم بسرعة إدبارها فالمغرور من اغتر بها أين سكانها الذين بنوا مدائنها و شققوا أنهارها و غرسوا أشجارها و أقاموا فيها أياما يسيرة غرتهم بصحتهم فاغتروا و بنشاطهم فركبوا المعاصي أنهم كانوا و اللّٰه في الدنيا مغبوطين بالأموال على كثرة المنع عليه محسودين على جمعه ما ذا صنع التراب بأبدانهم و الرمل بأجسادهم و الديدان بعظامهم و أوصالهم كانوا في الدنيا على أسرة ممهدة و فرش منضودة بين خدم يخدمون و أهل يكرمون و جيران |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
||||||||||





