«من هذا و أنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا الشرك الكبرياء ردائي و العظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما أدخلته النار إن هذا دين ارتضيته لنفسي لا يصلحه إلا السخاء و حسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه يا موسى إنك لن تتقرب إلي بشيء أحب إلي من الرضي بقضائي و لن تعمل عملا أحفظ لحسناتك من النظر في أمورك يا موسى لا نتضرع إلى أهل الدنيا فأسخط عليك و لا تجد بدينك لدنيا فأغلق عليك أبواب رحمتي يا موسى قل للمؤمنين التائبين أبشروا و قل للمؤمنين المخبتين اجتنبوا و أحسنوا أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر من رجا غيري لم يعرفني و من لم يعرفني لم يعبدني و من لم يعبدني فقد استوجب سخطي و من خاف غيري حلت به نقمتي يا موسى خف ثلاثة خفني و خف نفسك و خف من لا يخافني يا ابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان و لا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك و لا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة إذا قال العبد» ﴿بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] يقول اللّٰه ذكرني عبدي و إذا قال ﴿اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2] يقول اللّٰه حمدني عبدي و إذا قال ﴿اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] يقول اللّٰه أثنى على عبدي و إذا قال ﴿مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ يقول اللّٰه مجدني عبدي و فوض إلى عبدي و إذا قال ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] يقول اللّٰه هذه بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل و إذا قال ﴿اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّٰالِّينَ﴾ يقول اللّٰه هؤلاء لعبدي و لعبدي ما سأل فإذا قال آمين يقول اللّٰه قد أجبت الإخلاص سر من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا يعني عينيه لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة «قال رسول اللّٰه ﷺ يخرج في آخر الزمان رجال يحملون الدنيا بالدين و يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل و قلوبهم قلوب الذئاب يقول اللّٰه أ بي يفترون أم علي يجترءون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيران قال رسول اللّٰه ﷺ يجاء يوم القيامة بابن آدم كأنه بدج فيوقف بين يدي اللّٰه تعالى فيقول اللّٰه أعطيتك و خولتك و أنعمت عليك فما ذا صنعت فيقول جمعته و ثمرته و تركته أكثر ما كان فارجعنى فيقول أرني ما قدمت فيقول يا رب جمعته و ثمرته و تركته أكثر ما كان فارجعنى آتك به فإذا عبد لم يقدم خيرا فيمضي به إلى النار يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى و أسد فقرك و إن لا تفعل أملأ يديك شغلا و لم أسد فقرك يا ابن آدم لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طول ما ترجو من أملك و قصرت من حرصك و حيلك و ابتغيت الزيادة من عملك و إنما تلقى الندم لو قد زلت بك القدم و أسلمك الأهل و الحشم و انصرف عنك الحبيب و أسلمك القريب فلا أنت إلى أهلك عائد و لا في عملك زايد فاعمل ليوم القيامة يوم الحسرة و الندامة و قال اللّٰه إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي و لم يستطل على خلقي و لم يبت مصرا على معصيتي و قطع نهاره في ذكري و رحم المسكين و ابن السبيل و الأرملة و رحم المصاب ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه بعزتي و استحفظه ملائكتي أجعل له في الظلمة نورا و في الجهالة علما و مثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة يا موسى إني أعلمك خمس كلمات هن عماد الدين ما لم تعلم أن قد زال ملكي فلا تترك طاعتي و ما لم تعلم أن خزائني نفدت فلا تهتم برزقك و ما لم تعلم أن عدوك قد مات فلا تأمن فاجئته و لا تدع محاربته و ما لم تعلم أني قد غفرت لك فلا تعب المذنبين و ما لم تدخل جنتي فلا تأمن مكري قال رسول اللّٰه ﷺ قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك به و أدعك به قال يا موسى قل لا إله إلا اللّٰه قال موسى يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا اللّٰه قال لا إله إلا أنت إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو أن السموات السبع و عمارهن و الأرضين السبع في كفة و لا إله إلا اللّٰه في كفة مالت بهن لا إله إلا اللّٰه يقول اللّٰه لمحمد ﷺ يا محمد أ ما يرضيك إنه لا يصلي عليك أحد إلا صليت عليه عشرا و لا يسلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرا و قال اللّٰه وجبت محبتي للمتحابين في و للمتجالسين في و المتباذلين في و المتزاورين في يقول اللّٰه عزَّ وجلَّ يا دنيا اخدمي من خدمني و أتعبي يا دنيا من خدمك و قال اللّٰه إن عبدا أصححت له جسمه و وسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أيام لا يفر إلي لمحروم» و «قال رسول اللّٰه ﷺ إن اللّٰه سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة و تسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول له أ تنكر من هذا شيئا أ ظلمتك كتبتي الحافظون فيقول»