الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() «تقرأ» فدرجات الجنة على هذا على عدد آي القرآن و قال ﴿وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:96] فهو العامل فإلى أين تصعد العمال و قال العارف من عمل في غير معمل فهو يبذل المجهود و هو ﴿عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [هود:17] إن اللّٰه هو العامل لما هو العبد له عامل و لو لا ذلك ما كان التكليف فلا بد من نسبة في العمل للعبد فالنسبة إلى الخلق و العمل للحق فهو تشريف العبد أعني إضافة العمل إليه سواء شعر بذلك العبد أو لم يشعر [استفهام العالم العالم]و من ذلك استفهام العالم العالم من الباب 412 قال إنما استفهم العالم ليتميز به من في قلبه ريب ممن ليس في قلبه ريب فيعلم العالم من غير العالم لإقامة الحجة و قال ما اختبر اللّٰه العالم إلا ليعلم ما هو به عالم قال تعالى ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا﴾ [النساء:136] هذا ذاك من وجه فهذا مؤمن كلف إن يؤمن بما هو به مؤمن و قال ﴿عَفَا اللّٰهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾ [التوبة:43] استفهام لا إنكار مقام رسول اللّٰه ﷺ يعطي ما ذهبنا إليه و قال ما أثنى على من أثنى عليه إلا لجهله بالمراتب و علمه أيضا بها و لكن ما يعلم ما له منها إلا بتعريف من اللّٰه و قال من الاستفهام ما يكون إيهاما و هو استفهام العالم عما هو به عالم و قال من استفهمك فقد شهد لك بالعلم بما استفهمك عنه و قال قد يقع الاستفهام من العالم لإقامة الحجة في الجواب فيقول له أ أنت قلت و من هنا أيضا كانت الحجة البالغة لله على عبده [الذكرى بشرى]و من ذلك الذكرى بشرى من الباب 413 قال الذكرى بشرى المذكرة بالوراثة و هي في حق المعتنى به بشرى بالقبول و في حق غير المعتنى به بشرى بالحرمان أهل العناية ﴿يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوٰانٍ﴾ [التوبة:21] و أهل الحرمان ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذٰابٍ أَلِيمٍ﴾ [آل عمران:21] لأن كل واحد أثر في بشرته ما بشر به قال تعالى ﴿وَ إِذٰا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾ [النحل:58] و قال البشرى للبشر فإنه ما يكلم إلا من وراء حجاب ﴿وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ﴾ [الشورى:51] و قال ما عرف مقدار البشر إلا من عرف معنى ﴿مٰا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمٰا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ [ص:75] و قال من خلق برفع الوسائط مع المباشرة فلم يكن ذلك إلا في البرزخ و أما في الطرفين فلا فإن الطرف الحسي يحيله العقل و الطرف العقلي لا يشهده الحس و قال البشرى مختصة بالمؤمن و هو يبشر الكافر و الكافر لا حظ له في البشرى الإلهية برفع الوسائط [من غار أغار]و من ذلك من غار أغار من الباب 414 قال من غيرة اللّٰه حرم الفواحش فجعلها له حراما محرما فتخيل من لا علم له أن ذلك إهانة و هو تعظيم إذ هو من شعائر اللّٰه و حرماته و اللّٰه يقول ﴿وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُمٰاتِ اللّٰهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج:30] و ﴿مَنْ يُعَظِّمْ شَعٰائِرَ اللّٰهِ فَإِنَّهٰا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج:32] و قال «قول النبي ﷺ سعد الغيور و أنا أغير من سعد و اللّٰه أغير مني و من غيرته حرم الفواحش» فجعل الفواحش حراما محرما كما حرم مكة و غيرها و قال «حرم رسول اللّٰه ﷺ التفكر في ذات اللّٰه» و قال تعالى ﴿وَ يُحَذِّرُكُمُ اللّٰهُ نَفْسَهُ﴾ [آل عمران:28] فالتحريم دليل على التعظيم و قال ما أمرك اللّٰه إلا بما هو خير لك و هو عند اللّٰه عظيم و ما نهاك إلا عما هو تركه خير لك لعظيم حرمته عنده مال الناس في الآخرة إلى رفع التحجير ﴿وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولىٰ وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ﴾ يعني هناك ﴿فَتَرْضىٰ﴾ [الضحى:5] [أهون العقاب ضرب الرقاب]و من ذلك أهون العقاب ضرب الرقاب من الباب 415 قال المقصود من ضرب الرقاب إزالة الحياة الدنيا فبأي شيء زالت فهو ذاك و قال المقصود من ضرب الرقاب ظهور الحياة التي أخذ اللّٰه بأبصارنا عنها فبأي شيء حصل فهو ذاك و إن كانت الحياة الدنيا ما ذهبت و ليس يعرف ذلك إلا أهل الكشف و الوجود فإن الميت له خوار و قال لا يصح ضرب الرقاب حتى تملك فمن ضربها بغير ملك استقيد منه و ملكت رقبته فيه يملكها ولي الدم فقد عتق في الدنيا و هو رقيق في الأخرى و قال أنت حر فلا ترد نفسك مملوكا لمثلك و حق النفس أعظم عليك من حق مثلك [العدم ما هو ثم فافهم]و من ذلك العدم ما هو ثم فافهم من الباب 416 قال ما ثم إلا اللّٰه و الممكنات فالله موجود و الممكنات ثابتة فما ثم عدم و قال لو لا إن الأعيان مشهودة للحق ما كان وجود ما وجد منها بأولى من عدمه و وجود غيره و ما شهد إلا ما هو ثم و قال ليس شيء أدخل في حكم النفي من المحال و مع هذا فثم حضرة تقرره و تصوره و تشكله و ما يقبل التصوير و التشكيل إلا ما هو ثم فالمحال ثم و قال العدم المطلق ما لا تعقل فيه صورة و ما هو ثم فإنه ما ثم إلا ثلاثة واجب و محال و ممكن و وجوب و إحالة و إمكان و كل ذلك معقول و كل معقول مقيد و كل مقيد مميز و كل مميز مفصول عمن عنه تميز فما ثم معدوم لا يتميز فما ثم عدم و قال الأحوال عند المتكلمين لا موجودة و لا معدومة |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |