الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() ألفة العبد بالإله *** هي الألفة التي ما لها غير وجهتي *** و بها كون قوتي فانظروا في تبصروا *** حكمة الحق حكمتي لا تقل باتحادنا *** فتكذبك نشأتي أنا إن كنت بيته *** فهو بالشرع قبلتي التألف وصال و لا يكون إلا بالتناسب في جميع المذاهب و قد أحضرنا لديه و جمعنا في الصلاة عليه فأكلمه به و بي فيرد علي بي فأقول ليس هذا مذهبي فيقول ما ثم إلا ما سمعت فلا يغرنك كونك جمعت ثم قال أرحل و لا تكن ممن أقام و حل فإنه ما ثم أقامه لا هنا و لا في القيامة [الاعتبار لأولي الأبصار]و من ذلك الاعتبار لأولي الأبصار من الباب 287 الجنف و الحيف في الكم و الكيف لا يكون إلا لمن سكن الخيف من سكن خيف مني بلغ المتى لا تسكن إلا السهل إن أردت أن تكون من الأهل لا تدخل بين اللّٰه و بين عباده و لا تسع عنده في خراب بلاده هم على كل حال عباده و قلوبهم بلاده ما وسعه سواها و ما حوته و لا حواها و لكن نكت تسمع و علوم مفترقه تجمع قل كما قال العبد الصالح صاحب العقل الراجح ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة:118] انظر في هذا الأدب النبوي أين هو مما نسب إليه من النعت النبوي ﴿أَعُوذُ بِاللّٰهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجٰاهِلِينَ﴾ [البقرة:67] حتى أكون من الكاذبين هو عين روح اللّٰه و كلمته و نفخ روحه و ابن أمته ما بينه و بين ربه سوى النسب العام الموجود لأهل الخصوص من الأنام و هو التقوى لا أمر زائد في غير واحد [مالي و الوالي]و من ذلك مالي و الوالي من الباب 288 لا تقل مالي و للوالي إذا دعيت إليه لا تبالي هو الحكم الفاصل المنصف العادل فإن خفت من الإنصاف فعليك بالاعتراف و طلب العفو من الخصم في مجلس الحكم فإنه ﴿أَلَدُّ الْخِصٰامِ﴾ [البقرة:204] فاستغن بالعاصم بإعصام فيكون الحاكم بينكما واسطة خير و واقية ضير فقد ورد عن الرسول مالك الإمامة إن اللّٰه يصلح بين عباده يوم القيامة و لهذا قلنا ما شرع اللّٰه الشرائع إلا للمصالح و المنافع من سعى في الصلح بين الكفر و الايمان فهو ساع بين العصاة و الرحمن لا سيما إن وقع النزاع في العقائد و انتهوا في ذلك إلى إثبات الزائد المسمى شريكا و المتخذ مليكا فإن أريت أن الشريك ما هو ثم و أن أمره عدم و فرقت بين ما يستحقه الحدوث و القدم كنت من أهل الكرم و الهمم [الضيق في التحقيق]و من ذلك الضيق في التحقيق من الباب 289 أعظم الاتصال دخول الظلال في الظلال إذا كثرت الأنوار و تعددت طلب كل نور ظلا فتمددت و هذا من خفي الأسرار أعني امتداد الظلال عن كثرة الأنوار لهذا اختلفت الأسماء و كان لكل اسم مسمى مع أحدية العين و الكون و هو الذي دعا من دعا إلى القول بالشريك في التمليك ﴿قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ﴾ [الإسراء:110] و هو المقام الأسنى فقد أتى بالاسمين و أتى ب ﴿لاٰ تَتَّخِذُوا إِلٰهَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ [النحل:51] مع اختلاف المعنى في الأسماء الحسنى فأثبت و نفى و أمرض و شفى فمنا من سلم و منا من هو على شفا فمن لزم الحق فقد لزم الصبر و لا يكون هذا إلا لمن عرف الأمر الكل في عين التلف من جهل و من عرف و ما نجا إلا من وقف فالناجي من سمع و لم يتكلم و أجاب إلى ما دعي إليه فذلك الذي لا يندم [من زار الصامت زاره]و من ذلك من زار الصامت زاره من الباب 290 وعظنا الصامت فما أصغينا إليه و تحبب إلينا الصامت فاعتكفنا عليه فملك أزمة القلوب و أعمانا عن إدراك الغيوب و وعظنا الناطق بما نطق به من الحقائق فآمنا به و عرجنا عن مذهبه فسمعنا و عصينا و أمرنا و نهينا كانا ولاة الأمر و أرباب الرد الغمر و نسينا أمره إيانا و نهيه و أرشد السامع و غيه فحجبنا بحب التقدم و الرئاسة عن تمشية ما تقتضيها السياسة فإذا جاء الموت و تيقنا بالفوت طلبنا حسن المآب بالمتاب فلم تقبل توبة و لا غفرت حوبة و متنا على ما كنا عليه و حشرنا على ما عليه متنا كما نصبح على ما عليه بتنا تركت فيكم واعظين صامت و ناطق فالصامت الموت و الناطق القرآن هكذا قال صاحب الحق الترجمان [النقص و الرجحان في الميزان]و من ذلك النقص و الرجحان في الميزان من الباب 291 اغتنم حياة لست فيها بها لك و دارا أنت فيها مالك ميزانك فيها موضوع و كلامك مسموع و أذنك واعية و مواعظك داعية و أنفاسك باقية و أعمالك الخيرات واقية فنور بيتك المظلم و أوضح سرك المبهم ما دامت أركان بيتك غير واهية قبل أن تحصل في الهاوية إن تفرقت همومك |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |