الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() أعرض عنك قيومك و إن وهنت قواك أمدك به و قواك و أعلمك أنه ما جنى عليك سواك فلا تغفل عن نفسك فقد اطلع لك بارقة من شمسك و قد جعل النهار معاشا و الأعمال رياشا فعليك بالاشتغال و التزين بأحسن الأعمال و احذر من زينة الدنيا و الشيطان و عليك بزينة اللّٰه المنصوص عليها في القرآن [أطلق الغارة من آثاره]و من ذلك أطلق الغارة من آثاره من الباب 292 ظهر في الإنسان الضدان ففيه الأولياء كما فيه الأعداء فلا تزال السياسات تسن و الغارات تشن فهم بين قتيل و أسير و حسن مآب و بئس مصير كشفت الحرب فيه عن ساقها و ظهرت الفتن في جميع آفاقها فآفات ترد و رزايا تعد تصرفاته محدودة و أنفاسه عليه معدودة عليه ﴿رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:18] و ﴿سٰائِقٌ وَ شَهِيدٌ﴾ [ق:21] لم يزل مذ خلقه اللّٰه في التوكيل و شرع له أن يقول ﴿حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران:173] لينقلب بنعمة من اللّٰه و رضوان إلى دار الحيوان لم يمسسه سوء و لا بؤس : و يلقاه عند وروده عليه السبوح القدوس و يتلقاه عمله بوجه طلق غير عبوس فأتم تنزيهه و تطهيره و أعاد عليه تعزيره و توقيره فهو يجني ثمرة عمله في رياض أهله [الدليل في حركة الثقيل]و من ذلك الدليل في حركة الثقيل من الباب 293 الأمر جليل من أجل حركة الثقيل لا يتحرك إلا عن أمر مهم و خطب ملم كزلزلة الساعة المذهلة عن الرضاعة مع الحب المفرط في الولد و لا يلوي أحد على أحد و قد ذهب بعض الأوائل أن العالم أبدا نازل يطلب بنزوله من أوجده حين وحده و الحق لا ينتهي إليه فمن أول حركة كان ينبغي أن يعتكف عليه لأنه جل أن تقطع إليه المسافات المحققة فكيف المتوهمة رسوم معلمه و أسرار مكتمة بيوت مظلمه و السنة غير مفهمة لأن الخيال يخيل العلم به و المقال ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ [التكوير:26] أو ما ذا تطلبون يقول العارف لأبي يزيد الذي تطلبه تركته ببسطام فدله على المقام فإن العبد يسار به في حال إقامته إما إلى دار إهانته و إما إلى دار كرامته [عدم الكون في ظهور العين]و من ذلك عدم الكون في ظهور العين من الباب 294 شقت الكاف غزالة السماء و ذلك بعد صلاة العشاء و أنا في حال فناء و ما نقص جرمها و الكاف مآربا جسمها فقلت صدق من سقط على الخبير في إيراد الكبير على الصغير من غير أن يوسع الضيق أو يضيق الواسع و هذا المقام الذي هو للاضداد جامع نص عليه ذو النون فوافقته و إن لم أكن قبل هذا عقلته فشكرت اللّٰه على شهوده و ما منحه العبد من العلم بوجوده فهو العين الطالعة في كاف الكون لذلك قلنا في أعيان الممكنات إنها مظاهر الأسماء الإلهيات و لثبوت الكاف في حال الطلوع قلنا بثبوت أعيان المحدثات فلو لا التوجهات ما ظهرت الكائنات ما ألذها من مسألة عند من شهدها و وجدها [ما شاهد قدر المنزلة إلا من أرسله]و من ذلك ما شاهد قدر المنزلة إلا من أرسله من الباب 295 العبد محل التحلي و الليل زمان التجلي و ما ثم إلا هيكلك فهو ليلة المظلم فنوره يجليه و صيره الرداء المعلم تحلئة و لما نزل إلى فرشه و الملائكة حافون من حول عرشه سجد له القلب إلى الأبد و ما رفع رأسه بعد ما سجد لذلك جعل السجود قربه و خص به من أحبه و المتكبر ساجد و إن تكبر كما هو واحد و إن تكثر فإن رتبته تعطيه فلا تحجب بما تراه من تعاطيه تلك أغاليط النفوس و الحجاب المحسوس فلما انفجر عمود صبح الروح و هو رسول يوح أزال التهم و نفر الظلم و تجلى الكيف و الكم و كم تجلى له من مثل هذا و هو لا يعلم لما جبنت السريرة و أعمى اللّٰه البصيرة و جهلت الصورة و ضرب الحق سورة على السورة فلما وقع الالتباس تفاضل الناس [الحكم في اللوح و القلم]و من ذلك الحكم في اللوح و القلم من الباب 296 طلب اللوح من علته من يشفيه فشفاه القلم بما أودعه فيه فهو ميدان العلوم و محل الرسوم العلوم فيه مفصله و قد كانت في القلم مجملة و ما فصلها القلم و لا كان ممن علم و إنما اليمين حركته لتفصيل المجمل و فتح الباب المقفل فليس من نعوت الكمال أن يكون في علم اللّٰه إجمال و الإجمال في المعاني محال و محل الإجمال الألفاظ و الأقوال فإذا جعل قول عبده قوله اتصف عند ذلك بالإجمال و كان من نعوت الكمال فلكل مقام مقال و لكل علم رجال فكمال العارف علمه بتفصيل المعارف و من أجمل فما هو من الكمل إلا أن يقصد ذلك لقرينة حال فله في ذلك مجال فهو مفصل عنده في حال إجماله و هو عين كماله [علم النبي الأمي]و من ذلك علم النبي الأمي من الباب 297 رسول الوارث النبي و رسول النبي الروح الملكي و لأهل الاختصاص الوحي الإلهي من الوجه الخاص و هو في العموم لكن لا تبلغه الفهوم فما من شخص إلا و الحق يخاطبه به منه و يحدث به عنه فيقول خطر لي كذا و لا يدري من أين |
|
|||||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |