الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() و من لا أين إلى لا أين فبين من و إلى ظهر الملآن الأسفل و الأعلى فالعرش حامل محمول و الأمر فاصل مفصول و العالم فاضل مفضول و الفرش مهاد موضوع و مباح غير ممنوع يحكم فيه الطبع و إن قيده الشرع و لو لا العين ما ظهر للتقييد حكم في الكون فلو زالت الحدود لزال التقييد و لا سبيل إلى زوالها فإن بقاها عين كمالها بها صحت المناضلة و بانت المفاضلة العرش فرش لمن استوى عليه و الأمر منه بدأ ثم يعود إليه من غير رجوع على عقبه بل هو على ذهابه في مذهبه ما ثم غاية فيرجع و لا لإحاطته نهاية فيتصدع و ليس وراء اللّٰه مرمى و هو الأول عند البصير و الأعمى فالكل يقول بالابتداء و افترقوا في إثبات الانتهاء فمنهم و منهم و كل ذلك منقول عنهم [سر النبوتين و ما لهما من العين]و من ذلك سر النبوتين و ما لهما من العين من الباب الرابع عشر لما انقطع أنباء التشريع بقي الإنباء الرفيع فإنه يعم الجميع هو ميراث الأولياء من الأنبياء فلهم اللمحات و الأنفاس و النفحات الاجتهاد شرع حادث و به تسمى الحارث بالحارث الاجتهاد شرع مأذون فيه لإمام يصطفيه لا يزال البعث ما بقي الورث و هذا المال الموروث لا ينقص بالإنفاق بل سوقه أبدا في نفاق فمثله كمثل المصباح الذي لا يعقبه صباح للشمس ظهور في السورتين بالصورتين فهي بالقمر نور و بذاتها ضياء و بحالتيها يتعين الصباح و المساء فتخفى نفسها بنفسها إذا أطلعت القمر نهارا فهي الداعية سرا و جهارا و لبعث الكون بالليل الأليلي الداجي ثبت للشمس اسم السراج فنبوة الوارث قمرية و نبوة النبي و الرسول شمسية فاجتمعتا في النبوة و فاز القمر بالفتوة فالشمس طالعة بالليل في القمر *** مع الغروب و ما للعين من خبر عجبت من صورة تعطيك في صور *** ما عندها مثل نور العين بالبصر فطاعة الرسل من طاعات مرسلهم *** و ما لعين رسول اللّٰه من أثر إن قال قال به لا بالهوى فلذا *** يعصى الإله الذي يعصيه فادكر [ك سر إطفاء النبراس بالأنفاس]و من ذلك سر إطفاء النبراس بالأنفاس من الباب 15 لما كان القائل له مزاج الانفعال كان للنفس الإطفاء و الإشعال فإن أطفأ أمات و إن أشعل أحيا فهو الذي ﴿أَضْحَكَ وَ أَبْكىٰ﴾ [ النجم:43] فينسب الفعل إليه و القابل لا يعول عليه و ذلك لعدم الإنصاف في تحقيق الأوصاف مع علمنا بأن الاشتراك معقول في الأصول للقابل الإعانة و لا يطلب منه الاستعانة فهو المجهول المعلوم عليه صاحب الذوق يحوم و حكمه في المحدث و القديم يظهر ذلك في إجابة السائل و هذا معنى قولنا القابل لو لا نفس الرحمن ما ظهرت الأعيان و لو لا قبول الأعيان ما اتصفت بالكيان و لا كان ما كان الصبح إذا تنفس أذهب الليل الذي كان عسعس : فلو لا الليل ما كان النهار *** و لو لا النور ما وجد النفار نفرت الظلم لأكوانها لا لأعيانها فإن العين لا تذهب و إن اختلفت عليها الأحوال فسجود الظلال ﴿بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ﴾ [الأعراف:205] سجود شكر و اعتصام من استدراج إلهي و مكر [سر الأوتاد و الأبدال و تشبيههم بالجبال]و من ذلك سر الأوتاد و الأبدال و تشبيههم بالجبال من الباب 17 أرواح الأبدال أعيان الأملاك من نيرات السبعة الأفلاك و قطعهم فلك البروج ما يتصفون به في المقامات من العروج و حلولهم بالمنازل ما يستقبلونه من النوازل و لذلك قسم عليهم الوجود بالنحوس و السعود فعزل و ولاية و إملاق و كفاية و الأوتاد مسكنة لكونها متمكنة فلها الرسوخ و الشموخ و مع هذه العزة و المنع و قوة الردع و الدفع فلا بد من صيرورتها عنها منفوشا و هبا منبثا مفروشا فتلحق بالأرض لاندكاكها و تؤثر فيها حركات أفلاكها من أعجب علوم الرجال ما لم يسم فاعله مثل رج الأرض و بس الجبال و هما دليلان على وقوع الواقعة التي ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِهٰا كٰاذِبَةٌ خٰافِضَةٌ رٰافِعَةٌ﴾ أول علم حصل للعالم بالله علم السماع بالإيقاع من اللّٰه فقال ﴿كُنْ﴾ [البقرة:12] لمعدوم لم يكن فظهر عين الأوزان في الميزان و ليس سوى الإنسان فظهر بصورة الحق و نزل ﴿عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ [القمر:55] ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾ [القمر:55] و كانت الإمامة علامة و الخلافة ضيافة فبعلم الأسماء حاز ملك الأرض و السماء و بجوامع الكلم أحاط علما بالحكم فهو الحكيم المحيط بما يستحقه المركب و البسيط فساح في الانفساح وصال بالاتصال فأخذ الوجد في الإيجاد و تحرك عن موطن ثبوته |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |