المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة القمر: [الآية 55]
![]() |
![]() |
![]() |
سورة القمر | ||
![]() |
![]() |
![]() |
تفسير الجلالين:
تفسير الشيخ محي الدين:
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
«فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ» في حضرة منيعة ، وما أقعدهم ذلك المقعد إلا صدقهم «عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ»
[ الاسم الإلهي القادر والمقتدر : ]
فإن الاقتدار يناسب الصدق ، فإن معناه القوي ، يقال : رمح صدق ، أي صلب قوي ، ولما كانت القوة صفة هذا الصادق ، حيث قوي على نفسه فلم يتزين بما ليس له ، والتزم الحق في أقواله وأحواله وأفعاله وصدق فيها ، أقعده الحق عند مليك مقتدر ، أي أطلعه على القوة الإلهية التي أعطته القوة في صدقه الذي كان عليه ، فإن الملك هو الشديد أيضا ، فهو مناسب للمقتدر ،
يقال : ملكت العجين إذا شددت عجنه ، فالمتقي ما نال مقعد الصدق إلا من كونه محقا ، لأنه صادق في تقواه «عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» عند ملك ماضي الكلمة في ملكه ، لأنهم كل ما همّوا به انفعل لهم ، وحكم الاقتدار ما هو حكم القادر ،
فالاقتدار حكم القادر في ظهور الأشياء بأيدي الأسباب ، والأسباب هي المتصفة بكسب القدرة ، فهو تعالى المقتدر على كل ما يوجده عند سبب أو بسبب ، كيف شئت قل ، فما أوجده على أيدي الأسباب هو قوله : (مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِين (وليست سوى الأسباب
- اعتبار –
اعترضت لي عقبة *** وسط الطريق في السفر
فأسفرت عن محن *** فيمن طغى أو من كفر
من دونها جهنم *** ذات زفير وسعر
ترمي من الغيظ وجوه *** المجرمين بشر
ربحورها قد سجرت *** وسقفها قد انفطر
وشمسها قد كورت *** ونجمها قد انكدر
أتيتكم أخبركم *** لتعرفوا معنى الخبر
ولا تقولوا مثل من *** قال فما تغني النذر؟
فكان من أمرهم *** ما قد سمعتم وذكر
قالوا : وقد دعاكم *** الداعي إلى شيء نكر
فيخرجون خشّعا *** مثل الجراد المنتشر
شعثا حفاة حسرا *** في يوم نحس مستمر
إلى عذاب وثوى *** إلى خلود في سقر
فلو ترى نبيهم ***حين دعاهم فازدجر
وقد دعا مرسله *** أني ضعيف فانتصر
فقال: ياعين انسكب *** وأنت يا أرض انفجر
حتى التقى الماء على *** أمر حكيم قد قدر
فاصطفقت أمواجه ***وذاكم البحر الزخر
فالحكم حكم فاصل *** والأمر أمر مستقر
وأمره واحدة *** كمثل لمح بالبصر
سفينة قامت من أل *** واح نجاة ودسر
تجري بعين حفظه *** وعدا لمن كان كفر
تسوقها الأرواح عن *** أمر مليك مقتدر
أنزلها الجود على ال *** جودي فقالوا:لا وزر
ناداهم الحق اخرجوا *** منها أنا عين الوزر
حطوا وقالوا : ربنا *** لديك نعم المستقر
فيا سماء أقلعي *** من سح ماء منهمر
وأنت يا أرض ابلعي *** ماءك واخزن واحتكر
قد قضي الأمر فمن *** كان عدوا قد غبر
تركتها تذكرة *** لكم فهل من مدّكر ؟
وكل ما كان وما *** يكون منكم مستطر
وإن ما يفعله *** في الكون من خير وشر
مقدّر مؤقت *** كذا أتانا في الزّبر
الموت سم ناقع *** والحشر أدهى وأمر
سفينكم أجسامكم *** في بحر دنيا قد زخر
وأنتم ركابها *** وأنتم على خطر
ما لكم من ساحل *** غير القضاء والقدر
فابتهلوا واجتهدوا *** فما من اللّه مفر
هذا الذي أشهدته *** في ليلتي حتى السحر
فازدجروا واعتبروا *** واتعظوا بمن غبر
فالكل واللّه بلا *** شك على ظهر سفر
(55) سورة الرحمن مدنيّة
------------
(55) الفتوحات ج 4 / 380 - ج 1 / 158 - ج 2 / 98 - ج 4 / 409 ، 296 - ج 3 / 114تفسير ابن كثير:
وقوله : ( في مقعد صدق ) أي : في دار كرامة الله ورضوانه وفضله ، وامتنانه وجوده وإحسانه ، ( عند مليك مقتدر ) أي : عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومقدرها ، وهو مقتدر على ما يشاء مما يطلبون ويريدون ; وقد قال الإمام أحمد :
حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور ، عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين : الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا " .
انفرد بإخراجه مسلم والنسائي ، من حديث سفيان بن عيينة ، بإسناده مثله .
آخر تفسير سورة " اقتربت " ، ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة
تفسير الطبري :
التفسير الميسّر:
تفسير السعدي
{ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } فلا تسأل بعد هذا عما يعطيهم ربهم من كرامته وجوده، ويمدهم به من إحسانه ومنته، جعلنا الله منهم، ولا حرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا.
تم تفسير سورة اقتربت، ولله الحمد والشكر
تفسير البغوي
( في مقعد صدق ) في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم ( عند مليك مقتدر ) ملك قادر لا يعجزه شيء . قال [ جعفر ] الصادق : مدح الله المكان بالصدق فلا يقعد فيه إلا أهل الصدق .
الإعراب:
(فِي مَقْعَدِ) بدل من قوله في جنات (صِدْقٍ) مضاف إليه (عِنْدَ) ظرف مكان مضاف إلى مليك (مَلِيكٍ) مضاف إليه (مُقْتَدِرٍ) صفة مليك.