الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)شمس الحقيقة قطبها و إمامها *** سر العباد و عالم العلماء عبد تسود وجهه من همه *** نور البصائر خاتم الخلفاء سهل الخلائق طيب عذب الجنى *** غوث الخلائق أرحم الرحماء جلت صفات جلاله و جماله *** و بهاء عزته عن النظراء يمضي المشيئة في البنين مقسما *** بين العبيد الصم و الأجراء ما زال سائس أمة كانت به *** محفوظة الأنحاء و الأرجاء شري إذا نازعته في ملكه *** أرى إذا ما جئته لحباء صلب و لكن لين لعفاته *** كالماء يجري من صفا صماء يغني و يفقر من يشاء فأمره *** محيي الولاة و مهلك الأعداء لا أنس إذ قال الإمام مقالة *** عنها يقصر أخطب الخطباء كنا بنا و رداء و صلى جامع *** لذواتنا فإنا بحيث ردائي فانظر إلى السر المكتم درة *** مجلوة في اللجة العمياء حتى يحار الخلق في تكييفها *** عينا كحبرة عودة الإبداء عجبا لها لم تخفها أصدافها *** الشمس تنفي حندس الظلماء فإذا أتى بالسر عبد هكذا *** قيل اكتبوا عبدي من الأمناء إن كان يبدي السر مستورا فما *** تدري به أرضي فكيف سمائي لما أتيت ببعض وصف جلاله *** إذ كان عيي واقفا بحذائي قالوا لقد ألحقته بإلهنا *** في الذات و الأوصاف و الأسماء فبأي معنى تعرف الحق الذي *** سواك خلقا في دجى الأحشاء قلنا صدقت و هل عرفت محققا *** من موجد الكون الأعم سوائي فإذا مدحت فإنما أثنى على *** نفسي فنفسي عين ذات ثنائي و إذا أردت تعرفا بوجوده *** قسمت ما عندي على الغرماء و عدمت من عيني فكان وجوده *** فظهوره وقف على إخفائي جل الإله الحق أن يبدو لنا *** فردا و عيني ظاهر و بقائي لو كان ذاك لكان فردا طالبا *** متجسسا متجسسا لثنائي هذا محال فليصح وجوده *** في غيبتي عن عينه و فنائي فمتى ظهرت إليكم أخفيته *** إخفاء عين الشمس في الأنواء فالناظرون يرون نصب عيونهم *** سحبا تصرفها يد الأهواء و الشمس خلف الغيم تبدي نورها *** للسحب و الأبصار في الظلماء فيقول قد بخلت علي و إنها *** مشغولة بتحلل الأجزاء لتجود بالمطر الغزير على الثرى *** من غير ما نصب و لا إعياء و كذاك عند شروقها في نورها *** تمحو طوالع نجم كل سماء فإذا مضت بعد الغروب بساعة *** ظهرت لعينك أنجم الجوزاء هذا لميتها و ذاك لحيها *** في ذاتها و تقول حسن رآء فخفاؤه من أجلنا و ظهوره *** من أجله و الرمز في الأفياء |
|
|||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |