الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)المؤثر على المؤثر فيه بضرب من الوهب فلا يخلو المؤثر فيه أن يكون حاضرا عارفا بخصوص ذلك المؤثر من الأسماء الإلهية فلا يجب عليه الطهر أو لا يكون فيجب عليه الطهر و قد يعطي ذلك المؤثر نومة القلب ثم لا يخلو هذا الاسم الإلهي أن يؤثر علم كون من الأكوان أو علما يتعلق بالله و على الحالتين فإن رأى نفسه موطئا و لم يأخذ بالله كالصدقة تقع بيد الرحمن و إن أخذها السائل و اللّٰه المعطي فيكون سبحانه المعطي و الآخذ فلا طهارة عليه في الباطن [بالحق تكون طهارة الأشياء]فإن بالحق تكون طهارة الأشياء فإن غاب عن هذا الشهود و رأى نفسه أنه هو الآخذ ما أنزله اللّٰه على قلبه من العلوم وجبت عليه الطهارة من رؤية نفسه و كذلك إذا وطئ غيره بمسألة يعلمه إياها بالحال أو بالقول فإن كان عن حضور فلا طهارة عليه فإنه ما زال على طهارته و إن رأى نفسه في تعليمه غيره بالحال أو بالقول وجبت عليه الطهارة من رؤية نفسه لا بد من ذلك فإن رجال اللّٰه في هذه الطريق بالله يتحركون و به يسكنون عن مشاهدة و كشف و عامتهم عن حضور اعتقاد و إيمان بما ورد بأن الأمر بيده و أن نواصي عباده و كل دابة بيده (باب في الصفة المعتبرة في كون خروج المني موجبا للاغتسال)اختلفت العلماء في الصفة المعتبرة في كون خروج المني موجبا للاغتسال فمن قائل باعتبار اللذة و من قائل بنفس الخروج سواء كان عن لذة أو بغير لذة (وصل)الاعتبار في هذا الباباللذة من الملتذ بها إما أن تكون نفسية أو إلهية فإن كانت نفسية طبيعية فقد وجب الغسل و إن كانت غير نفسية فلا يخلو ذلك العلم الذي هو بمنزلة الجنابة إما أن يتعلق بالله أو يتعلق بكون من الأكوان فإن تعلق بالله و لذته غير نفسية فلا طهر عليه و إن تعلق بالأكوان فعليه الطهر سواء التذ أو لم يلتذ و معنى قولنا اللذة الإلهية أعني لذة الكمال لا لذة الوارد و لذة الكمال في العبد أن يكون عبدا محضا لا يتصف بالغربة عن موطنه في باطنه و لو خلع عليه الحق من صفات السيادة ما شاء من حضرته لا يخرجه ذلك عن موطنه و إذا كان كذلك فما هو ذو جنابة إذ لا غربة عنده فإنه ما برح في موطنه و هو غاية الكمال و الطهارة معرفة للنقص (باب في دخول الجنب المسجد)فمن قائل بالمنع بإطلاق و من قائل بالمنع إلا لعابر فيه غير مقيم و من قائل بإباحة ذلك للجميع و به أقول (وصل) |
|
|||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |