و من قال بالمنع من ذلك غلب عليه رؤية نفسه إنه ليس بمحل طاهر حيث لم يتخلق بالأسماء الإلهية و لو تخلق بها و لم يفن عن تخلقه عنده فما تخلق بها و عندنا إن المتخلق بالأسماء مهما فنى عن تخلقه بها فليس بمتخلق فإن المعنى بكونه متخلقا بها أي تقوم به كما يقوم الخلوق بالمتخلق به و قد يخلقه غيره فيكون عند ذلك مخلقا بالأخلاق الإلهية و ذلك أن العبد مأمور و الحق لا يأمر نفسه فالتخلق امتثال أمر اللّٰه بقوة اللّٰه و عونه
[من الأدب أن يرى المتخلق كونه متخلقا مكلفا]
فمن الأدب أن يرى المتخلق كونه متخلقا مكلفا و إن كان الحق سمعه و بصره أ ليس الحق قد أثبت عين عبده بالضمير في سمعه و بصره فأين يذهب هذا العبد و العين موجودة و غايته إن يكون صورة في هيولى الوجود المطلق مقيدة و ليس له بعد هذا مرتبة إلا العدم و العدم لا يقبل الصورة فافهم انتهى الجزء الثالث و الثلاثون
(باب مس الجنب المصحف)
(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم) اختلف علماء الشريعة في مس الجنب المصحف فذهب قوم إلى إجازة مس الجنب المصحف و منع قوم من ذلك
(وصل في اعتبار ذلك)
العالم كله كلمات اللّٰه في الوجود قال اللّٰه تعالى في حق عيسى عليه السلام ﴿وَ كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ﴾ [النساء:171] و قال تعالى ﴿مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اللّٰهِ﴾ [لقمان:27]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية