الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)في شيء من حضرة المسلمين و لا يخرجوا سعايين و لا يرفعوا مع أمواتهم أصواتهم و لا يظهروا النيران معهم و لا يشتروا من الرقيق ما جرت عليه سهام المسلمين فإن خالفوا شيئا مما شورطوا عليه فلا ذمة لهم و قد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة و الشقاق فهذا كتاب الإمام العادل عمر بن الخطاب رضي اللّٰه عنه و «قد ثبت عن رسول اللّٰه ﷺ أنه قال لا تبنى كنيسة في الإسلام و لا يجدد ما خرب منها» فتدبر كتابي ترشد إن شاء اللّٰه ما لزمت العمل به و السلام ثم أوقعت له بشعر عملته في الوقت أخاطبه به و هو إذا أنت أعززت الهدى و تبعته *** فأنت لهذا الدين عز كما تدعى و إن أنت لم تحفل به و أهنته *** فأنت مذل الدين تخفضه وضعا فلا تأخذ الألقاب زورا فإنكم *** لتسأل عنها يوم يجمعكم جمعا يقال لعز الدين أعززت دينه *** و يسأل دين اللّٰه عن عزكم قطعا فإن شهد الدين العزيز بعزكم *** تكن مع دين اللّٰه في عزه شفعا و إن قال دين اللّٰه كنت بملكه *** ذليلا و أهلي في ميادينه صرعا و ما زلت في سلطانه ذا مهانة *** و في زعمه بي أنه محسن صنعا فما حجة السلطان إن كان قوله *** كما قلت فليسكب لما قلته الدمعاء و أدمن لباب اللّٰه إن كنت تبتغي *** تجاوزه عن ذنبك الضرب و القرعا عسى جوده يوما يجود بفتحه *** فيبرز عفو اللّٰه يدفعه دفعا فيا رب رفقا بالجميع فيا لها *** إذا اجتمع الخصمان من وقعة شنعا فأنت إمام المتقين و رأسهم *** إذا لم تزل تجبر لدين الهدى صدعا لكم نائب في الأمر أصح ملحدا *** و أضحى لأهل الدين يقطعهم قطعا فما لك لم تغلبه و اسمك غالب *** و مالك لم تعزله إذ أثر النقعا فيا أيها السلطان حقق نصيحتي *** لكم و ارعني منكم لما قلته سمعا فإني لكم و اللّٰه أنصح ناصح *** إذ ود الردي عنكم و امنعه منعا و أجلب للسلطان من كل جانب *** من الدين و الدنيا العوارف و النفعا و اللّٰه ينفعني بوصيتي و يجازيني على نيتي و السلام عليك و رحمة اللّٰه و بركاته (وصايا)من منثور الحكم و ميسور الكلم ينسب إلى جماعة من العلماء الصالحين من اكتفى باليسير استغنى عن الكثير من صح دينه صح يقينه من استغنى عن الناس أمن من عوارض الإفلاس الدين أقوى عصمة و الأمن أسنى نعمة الصبر عند المصائب من أعظم المواهب عش ما عشت في ظل يقيك و قوت يكفيك البخيل حارس نعمة و خازن ورثة من لزم الطمع عدم الورع الحسد شر عرض و الطمع أضر غرض الرضاء بالكفاف خير من السعي للاشراف أفضل الأعمال ما أوجب الشكر و أنفع الأموال ما أعقب الأجر لا تثق بالدولة فإنها ظل زائل و لا تعتمد على النعمة فإنها ضيف راحل مالك ما رجى يوميك و توفر أجره و ثوابه عليك الكريم من كف أذاه و القوي من غلب هواه من ركب الهوى أدرك العمي من غالب الحق لأن و من تهاون بالدين هان المؤمن غر كريم و المنافق خب لئيم إذا ذهب الحياء يحل البلاء كل إنسان طالب أمنية و مطلوب لمنية علم لا ينفع كدواء لا ينجع أحسن العلم ما كان مع العمل و أحسن الصمت ما كان عن الخطل اعص الجاهل تسلم و أطع العاقل تغنم من صبر على شهوته بالغ في مروته من كثر ابتهاجه بالمواهب اشتد انزعاجه للمصائب من تمسك بالدين عز نصره و من استظهر بالحق ظهر قهره من استقصر بقاءه و أجله قصر رجاؤه و أمله لا تبت على غير وصية و إن كنت من جسمك في صحة و من عمرك في فسحة فإن الدهر خائن و ما هو كائن كائن لا تخل نفسك من فكرة تزدك حكمة |
|
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |